فقال تعالى:{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ}[القصص: ٧٦]، وبين القرآن الكريم أن موسى - عليه السلام - أُرسل إليه وأنه كذب بالرسالة، فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٢٣) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (٢٤)} [غافر: ٢٣, ٢٤]. وبين القرآن الكريم عاقبة تكذيبه وعناده واستكباره في الأرض ففي سورة القصص قال تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (٨١)} [القصص: ٨١].
(قارون) اسم معرب أصله في العبرانية (قورح) بضم القاف مشبعة وفتح الراء، وقع في تعريبه تغيير بعض حروفه للتخفيف، وأجري وزنه على متعارف الأوزان العربية مثل طالوت، وجالوت، فليست حروفه حروف اشتقاق من مادة قرن. (١)
[الوجه الخامس: من هو قارون؟]
والإجابة عن هذا السؤال في مبحثين:
[المبحث الأول: نبذة عنه.]
قارون على وزن فاعول، اسم أعجمي يمتنع من الصرف للعجمية والعلمية وليس بعربي، مشتق من قرنت قال الزجاج لو كان قارون من قرنت الشيء لانصرف.
وهو بالإجماع كان رجل من بني إسرائيل كان ممن آمن بموسى وحفظ التوراة وكان من أقرأ الناس لها، ثم إنه لحقه الزهو والإعجاب فبغى على قومه بأنواع من البغي فنافق