قال ابن كثير في فضائل القرآن ١/ ٣٩: وهذا الذي استدل به أبو بكر رحمه الله على رجوع ابن مسعود فيه نظر من جهة أنه لا تظهر من هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه والله أعلم. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ٩/ ٤٩: على أن ابن أبي داود ترجم باب رضي ابن مسعود بعد ذلك بما صنع عثمان لكن لم يورد ما يصرح بمطابقة ما ترجم به، فالله أعلم. قلت: ولعل وجه الدلالة من ذلك أن ابن مسعود حين شُكي إليه ما صنع عثمان لم يزد على أن بين للسائلين سنة الله في إنزال الكتب السابقة على حرف واحد، وأن القرآن خرج عن هذه السنة فنزل على سبعة أحرف؛ تخفيفًا عن هذه الأمة، وبهذا يكون ما صنعه عثمان ليس بدعًا من الأمر؛ لأنه أعاد القرآن إلى سيرة الكتب الأولى، وهذا إقرار من ابن مسعود بصحة ما فعل عثمان، وإلا لسجل اعتراضه في هذا المقام، وهذا استدلال عميق يدل على عمق فقه ابن أبي داود رحمه الله في تبويبه. (٢) الكامل في التاريخ ٣/ ٩.