للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه وبما وصفته به رسله من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ووصفه به رسله، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يتأولون كلام الله بغير ما أراده، ولا يمثلون صفات الخالق بصفات المخلوق؛ بل يعلمون أن الله سبحانه ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله؛ بل هو موصوف بصفات الكمال، منزه عن النقائص، وليس له مثل في شيء من صفاته، ويقولون: إنه لم يزل ولا يزال موصوفًا بصفات الكمال، لم يزل متكلمًا إذا شاء بمشيئته وقدرته، ولم يزل عالمًا، ولم يزل قادرًا، ولم يزل حيًّا سميعًا بصيرًا، ولم يزل مريدًا، فكل كمال لا نقص فيه يمكن اتصافه به فهو موصوف به، لم يزل ولا يزال متصفًا بصفات الكمال، منعوتا بنعوت الجلال والإكرام سبحانه وتعالى، والنصارى من أعظم الناس اضطرابًا في هذا الأصل. (١)

الوجه الثاني: حديث (اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك) لا يثبت. (٢)


(١) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ٢/ ١٥٩ - ١٦٤.
(٢) ضعيف جدًّا. من حديث هبار الأسود أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة ص ٣٨٩، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٨/ ٣٠١ من حديث محمد بن حميد الرازى، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن هبار الأسود فذكره. وإسناده ضعيف جدًّا.
وهو ضعيف جدًّا: فيه محمد بن إسحاق: مدلس وقد عنعن.
وسلمة بن الفضل: صدوق كثير الخطأ.
ومحمد بن حميد: كذبه أهل بلده. وقال الذهبي: الأولى تركه.
وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (١١٨٨) من حديث داود بن إبراهيم العقيلي، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن هبار بن الأسود فذكره.
فيه داود بن إبراهيم العقيلي: كذبه الأزدي. ميزان الاعتدال ٢/ ٤، لسان الميزان ٢/ ٤.
ومن حديث أبى عقرب البكري.
أخرجه الحاكم ٢/ ٥٣٩ من حديث العباس بن الفضل الأنصاري ثنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن أبيه قال: كان لهب بن أبي لهب يسب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي: "اللهم سلط عليه كلبك". وإسناده ضعيف جدًّا.
فيه العباس بن الفضل: متروك. التقريب ١/ ٢٧٧، ميزان الاعتدال ٢/ ٣٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>