إلى القرن السادس قبل الميلاد، إلى أيام السبي البابلي، وذلك يظهر من أمثلة متعددة.
منها ما جاء في المزمور التاسع والسبعين والمنسوب لآساف كبير المغنيين في بلاط الملك داود، حيث يقول:"١ اللهمَّ، إِنَّ الأُمَمَ قَدْ دَخَلُوا مِيرَاثَكَ. نَجَّسُوا هَيْكَلَ قُدْسِكَ. جَعَلُوا أُورُشَلِيمَ أَكْوَامًا.٢ دَفَعُوا جُثَثَ عَبِيدِكَ طَعَامًا لِطُيُورِ السَّمَاءِ"(٧٩/ ١ - ٢).
وهذه الأمثلة تثبت أن كتابة المزامير تأخرت عن داود ما لا يقل عن أربعة قرون، وعليه فلا تصح نسبتها إليه أو إلى معاصريه. (١)
تاسعًا: سفر (الأمثال) و (الجامعة) و (نشيد الإنشاد).
وتنسب الأسفار الثلاثة حسب التقليد الكنسي واليهودي إلى النبي سليمان عليه السلام.
لكن التأمل في سفر الأمثال يظهر فقرات لا تصح نسبتها إلى سليمان، فقراءتها تظهر أن لها أكثر من كاتب بدليل تكرار أكثر من مائة مثل باللفظ أو بالمعنى كما في (١٨/ ٨ و ٢٦/ ٢٢ و ١٩/ ٢٤).
وقد نص السفر على أن بعض هذه الأمثال لسليمان، فقد بدأ بقوله: "أَمْثَال سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ" (١/ ١) ثم عاد في الإصحاح العاشر، فأكد عليه.
وكذا في الإصحاح الخامس والعشرين يؤكد أن سليمان هو قائل هذا السفر، ويضيف بأن الذي نقلها عنه هم رجال الملك حزقيا، فيقول: "١ هذه أيضًا أَمْثَال سُلَيْمَانَ الَّتِي نَقَلَهَا
(١) وانظر: الاختلاف الكبير في تحديد أسماء المؤلفين في كتاب: إظهار الحق (١/ ١٣٨ - ١٤٠).