للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عصمتهم عن الخطأ في البلاغ أو حتى الكذب، ودليل ذلك ما نسبه سفر الملوك إلى أحد الأنبياء من الكذب بالبلاغ " ١١ وَكَانَ نَبِيٌّ شَيْخٌ سَاكِنًا فِي بَيْتِ إِيلَ، فَأَتَى بَنُوهُ وَقَصُّوا عَلَيْهِ كُلَّ الْعَمَلِ ائَذِي عَمِلَهُ رَجُلُ الله ذلِكَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِ إِيلَ، وَقَصُّوا عَلَى أَبِيهِمِ الْكَلَامَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ. ١٢ فَقَال لَهُمْ أَبُوهُمْ: "مِنْ أَيِّ طَرِيق ذَهَبَ؟ " وَكَانَ بَنُوهُ قَدْ رَأَوْا الطَّرِيقَ الَّذِي سَارَ فِيهِ رَجُلُ الله الذَّي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا. ١٣ فَقَال لِبَنِيهِ: "شدُّوا لِي عَلَى الِحمَارِ". فَشَدُّوا لَهُ عَلَى الحمَارِ فَرَكِبَ عَلَيْهِ ١٤ وَسَارَ وَرَاءَ رَجُلِ الله، فَوَجَدَهُ جَالِسًا تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ، فَقَال لَهُ: "أَأَنْتَ رَجُلُ الله الَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا؟ " فَقَال: "أَنَا هُوَ". ١٥ فَقَال لَهُ: "سِرْ مَعِي إِلَى الْبَيْتِ وَكُلْ خُبْزًا". ١٦ فَقَال: "لَا أَقْدِرُ أَنْ أَرْجعَ مَعَكَ وَلَا أَدْخُلُ مَعَكَ وَلَا أَكُلُ خُبْزًا وَلَا أَشْرَبُ مَعَكَ مَاءً فِي هذَا الْمَوْضِعِ، ١٧ لأَنَّهُ قِيلَ لِي بِكَلَامِ الرَّبِّ: لَا تَأْكُلْ خُبْزًا وَلَا تَشْرَبْ هُنَاكَ مَاءً. وَلَا تَرْجعْ سَائِرًا فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتَ فِيهِ". ١٨ فَقَال لَهُ: "أَنَا أيضًا نَبِيٌّ مِثْلُكَ، وَقَدْ كَلَّمَنِي مَلَاكٌ بِكَلَامِ الرَّبِّ قَائِلًا: ارْجعْ بِهِ مَعَكَ إِلَى بَيْتِكَ فَيَأْكُلَ خُبْزًا وَيَشْرَبَ مَاءً". كَذَبَ عَلَيْهِ. ١٩ فَرَجَعَ مَعَهُ وَأَكَلَ خُبْزًا فِي بَيْتِهِ وَشَرِبَ مَاءً. "

(ثم تحدث السفر عن عقوبة النبي المسكين الذي أطاع النبي الكذاب ظانًا إياه يحدثه بوحي الله وأمره) (الملوك (١) ١٣/ ١١ - ٢٩).

ومثله نسب سفر الملوك الكذب في البلاغ عن الله إلى النبي أليشع، حين أرسل ملك أرام الملك بنهدد قائده حزائيل إلى أليشع، يسأله عن مرضه الذي هو فيه، فكذب النبي - وحاشا لنبي أن يكذب - في جوابه للملك، وقال لحزائيل: "١٠ فَقَال لَهُ أَلِيشَعُ: "اذْهَبْ وَقُلْ لَهُ: شِفَاءً تُشْفَى. وَقَدْ أَرَانِي الرَّبُّ أَنَّهُ يَمُوتُ مَوْتًا"." (الملوك (٢) ٨/ ١٠)، فقد أمره بإبلاغ سيده بغير الحقيقة التي أعلمه الله إياها، وكذب عليه!

[المبحث الثالث: بولس، حقيقته وأثره في الملة النصرانية.]

تمهيد:

"وإن لبولس هذا لشأنًا في المسيحية، فهي تنسب إليه أكثر مما تنسب لأحد سواه فرسائله هي التي شرحتها" وقد كان - بنشاطه الجم، وتطوافه في الأقاليم مشرقًا ومغربًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>