للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)} [المعارج: ٤]، ثم إنهم لشدة قدرتهم ينزلون منه في لحظة واحدة.

الثالث: قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: ٦٨]، فصاحب الصور يبلغ في القوة إلى حيث إن بنفخة واحدة منه يصعق مَنْ في السموات والأرض، وبالنفخة الثانية منه يعودون أحياء.

والرابع: أن جبريل - عليه السلام - بلغ في قوته إلى أن قلع جبال آل لوط وبلادهم دفعة واحدة. (١)

الخامس: عظم سرعتهم: فأعظم سرعة يعرفها البشر هي سرعة الضوء، فهو ينطلق بسرعة (١٨٦) ألف ميل في الثانية الواحدة، أما سرعة الملائكة فهي فوق ذلك، وهي سرعة لا تقاس بمقياس البشر، فكان السائل يأتي إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلا يكاد يفرغ من سؤاله حتى يأتيه جبريل بالجواب من رب العزة سبحانه وتعالى، واليوم لو وجدت المراكب التي تسير بسرعة الضوء فإنها تحتاج إلى مليار سنة ضوئية حتى تبلغ بعض الكواكب الموجودة في الآفاق. (٢)

سابعًا: وصف خوفهم ويدل عليه وجوه:

الأول: أنهم مع كثرة عباداتهم وعدم إقدامهم على الزلات البتة يكونون خائفين وجلين حتى كأن عبادتهم معاصٍ؛ قال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: ٥٠]، وقال: {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: ٢٨].

الثاني: قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: ٢٣] (٣).

الوجه الثاني: الرد على الاعتراض الأول


(١) تفسير الرازي (٢/ ١٥١).
(٢) عالم الملائكة لعمر الأشقر (٢٢).
(٣) الرازي (٢/ ١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>