للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة لقمان]

[شبهة: إنكار شخصية لقمان الذي ذكر في القرآن.]

نص الشبهة:

يقولون: إن محمدًا اتخذ شخصية خيالية من الجاهلية ليجعل منها نبيًا حكيمًا يعظ ابنه.

وقد قال البيضاوي: إن اسمه لقمان بن عوراء من أولاد أزر ابن أخت أيوب أو خالته، وعاش حتى أدرك داود - عليه السلام - وأخذ منه العلم وكان يفتي قبل مبعثه.

والسؤال: فكيف يكون لقمان هذا نبيًا؟ وكيف يعتبره البيضاوي يعاصر أيوب ويعاصر داود؛ وبين أيوب وداود ما يقرب من ٩٠٠ سنة؟ وأين بلاد عوص حيث عاش أيوب من بلاد فلسطين حيث عاش داود؟

والرد على ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: القرآن أثبت قصة لقمان فوجب الإيمان بها.]

الوجه الثاني: لا يجوز الاحتجاج بالتوراة والإنجيل وقد ثبت تحريفهما.

الوجه الثالث: الصحيح أن لقمان كان حكيمًا وليس نبيًا، ولم يثبت عن حاله أو حياته أو تاريخه شيء سوى ما قصه علينا القرآن.

الوجه الرابع: وماذا عن لقمان الذي في الإنجيل واسمه (لوكيوس).

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: القرآن أثبت قصة لقمان فوجب الإيمان بها.]

قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (١٤) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>