للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا بدع في هذا فرب البيت قد يأمر أطفاله بما لا يدركون فائدته لنقص عقولهم على حين أنه في الواقع مفيد وهم يأتمرون بأمره وإن كانوا لا يدركون فائدته والرئيس قد يأمر مرؤوسيه بما يعجزون عن إدراك سره وحكمته على حين أن له في الواقع سرًا وحكمة وهم ينفذون أمره وإن كانوا لا يفهمون سره وحكمته، كذلك شأن اللَّه مع خلقه فيما خفي عليهم من أسرار تشريعه وفيما لم يدركوا من فائدة نسخ التلاوة دون الحكم وللَّه المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم (١).

الوجه الثالث: تحريف الكتاب المقدس باستشهاده بأسفار غير موجودة فيه. (٢)

الكتاب المقدس جاء لنا بأسفار غير موجودة، ولا يدري أحد أين هذه الأسفار، وهل هي مفقودة أم حُذفت؟ ، فهذا دليل على التحريف بحذف كثير من الأسفار في الكتاب، وإليكم بعض الأسفار المحذوفة:

١ - سفر حروب الرب: لِذلِكَ يُقَالُ فِي كِتَابِ "حُرُوبِ الرَّبِّ": "وَاهِبٌ فِي سُوفَةَ وَأَوْدِيَةِ أَرْنُونَ. (العدد ٢١/ ١٤)، فأين هذا السفر؟

٢ - سفر ياشر: وذلك في موضعين:

فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَليْسَ هذَا مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِل. (يشوع ١٠/ ١٣).

وَقَالَ أَنْ يَتَعَلَّمَ بَنُو يَهُوذَا "نَشِيدَ الْقَوْسِ". هُوَذَا ذلِكَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ يَاشَرَ (صموئيل الثاني ١/ ١٨)، فأين سفر ياشر؟ .

٣ - سفر أمور سليمان وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ؟ (الملوك الأول ١١/ ٤١).


(١) مناهل العرفان ٢/ ١٧١: ١٧٠.
(٢) راجع بحث "تحريف الكتاب المقدس" في هذه الموسوعة المباركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>