١ - لذلك نقول: إنه من الطبيعي أن محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- كان عليه أن يتبنى فكرة أن الأرض منبسطة تمامًا لا أنها كروية، فعندما خالف الرأي المشهور في عصره كان ذلك دليلًا واضحًا أنه يتبع وحيًا من السماء لا أنه يتبع ويحاكي ما يقوله أهل الكتاب، حتى ولو قلنا: إن أحد الناس قبله قال بأن الأرض كروية فإن هذا القول كان شاذًا وغريبًا لدى سكان الجزيرة العربية.
٢ - لذلك نرى مشركي العرب يعترضون على ما يثبته اللَّه من آيات كونية في القرآن، وأدل مثالٍ على ذلك اعتراضهم على أن اللَّه يستطيع أن يعرّج بنبيه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأرض إلى السماء، وعلى أن اللَّه يستطيع أن يحيي الموتى، وأرادوا انشقاق القمر فانشق أمام أعينهم.
سابعًا: زيد بن عمرو لم يكن له دواوين من الشعر كما كانت لشعراء العرب.
١ - فعندما نريد أن نثبت صحة نسبة شعرٍ لشاعر فإما أن يكون له معلقة، أو ديوان، أو كتاب له كُتِبَ فيه شعره، أوإثبات علماء الأدب والشعر بصحة هذا الشعر لهذا الشاعر، أو بذكر شعره بسندٍ متصل له.
٢ - فلا نستطيع أن نثبت أبياتًا من الشعر مذكورة في كتب الفقه أو التاريخ لشاعر من شعراء الجاهلية المشهورين، ونترك ما ذُكر له من الشعر في كتب الأدب.
٣ - فإن هذا الشعر المنسوب لزيد بن عمرو ليس من معلقة له، أو ديوان له، أو كتاب له كُتِبَ فيه شعره، ولم يثبته علماء الأدب والشعر في كتبهم، ولم يُذكر شعره بسندٍ متصل له، وإن ابن إسحاق الذي روى هذا الشعر عنه لم يسمع منه هذا الشعر، فإنه لم ينقله بسندٍ متصل عنه، ولم ينقل هذا الشعر بنقل متواتر في كتب الأخبار.
[الوجه الخامس: الأدلة من القرآن على كروية الأرض بتوضيح آيات قد يظن أنها ليست متعلقة بمسألة كروية الأرض، وبيان بأنها مثبتة لذلك.]