للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منفصلتين لا طبيعة واحدة وهذه هي أهم العقائد المسيحية. (١)

[أثر المجامع في المسيحية]

أولًا: أن هذه المجامع لم يؤسسها المسيح ولم يدع إليها ولم يأمر بها، ولم يشر إليها لا بالتلميح ولا بالتصريح، وإنما ابتدعت بعده، وذلك من أجل أن تحكم وتشرع وتقرر شرائع وعقائد ما أنزل الله بعها من سلطان على رسوله عيسى بن مريم، لذلك كان أول مجمع ابتدع وكان لبولس يد في اجتماعه وفي القرارات التي توصل إليها - كانت قراراته مخالف للشريعة التي جاء بها المسيح - عليه السلام -، ذلك أنَّه نقض شريعة موسى - عليه السلام -، تلك التي صرح المسيح أنَّه ما جاء ناقضا لها بل مكملا، وكذلك المجمع المسكوني الأوّل نجد أيضًا أن الذي ابتدعه قسطنطين الوثني، الذي لم يعمد إلا على فراش الموت.

ثانيًا: إن رسل الله عليهم الصلاة والسلام يأتون الناس بعقائد وشرائع واضحة سهلة، يبلغونها للناس ويوضحونها لهم، ولا يتركون أصول العقائد لشطط العقول، ولا لاختلاف الناس حولها، كل واحد منهم يدلي بدلوه فيها ويشرح رأيه حولها.

ثالثا: أن المجامع فرضت سيطرتها على عقول المسيحيين حين قررت أن التعاليم المسيحية من عقائد وشرائع ونظم وعبادات لا يتلقاها الناس من الكتب المسيحية بل لا بد من تلقيها من المجامع المؤلفة من الأساقفة بتدبير ودعوة الأباطرة.

رابعًا: أن المجامع المسيحية نسبت إلى نفسها العصمة من الوقوع في الخطأ متعللين بأن الروح القدس يحل عليهم في اجتماعاتهم. (٢)

ومع ذلك فقد أخطأت المجامع، وإليك عدة أمثلة:

١ - إن مجمع نيقية وضع قانونا للإيمان، ولكن المجامع التي تلته رأت أن هذا القانون ناقصا فأضافت إليه ما ليس منه، وهذا يعني أنَّه لو كان معصومًا من الخطأ لوضع قانون الإيمان كاملًا بلا نقصان.


(١) تأثر المسيحية بالأديان الوضعية (٢٩٨).
(٢) انظر: مجموعة الشرح الكنسي (١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>