للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للشيطان لا تتضح تمامًا في الإشارات القليلة إليه في العهد القديم، ولكن من الواضح أيضًا أن اللمحات المسجلة عن نشاطه تكشف عن أنه يعمل لمقاومة كل خير للإنسان، فنرى في أيوب (١، ٢) بكل جلاء طبيعته الخبيثة، كما أنه هو الذي أغوى داود ليعد إسرائيل فيجلب السخط عليه، كما انتهره الرب من أجل شكواه ضد يهوشع الكاهن العظيم.

وفي العهد الجديد: تكتمل صورة الشيطان في العهد الجديد، فتذكر كلمة (الشيطان) ٣٧ مرة، كما استخدمها الرب يسوع المسيح -بدون أداة التعريف- مرتين في حديثه إلى بطرس (مت ١٦: ٢٣، مرقس ٨: ٣٣)، ومرة عن يهوذا الإسخريوطي (يو ٦: ٧٠)، أما في سائر المرات فتذكر عادة بأداة التعريف للدلالة على (الشيطان) نفسه فيما عدا مت ٤: ١٠، مرقس ٣: ٢٣ مرتين، لو ٢٢: ٢٣، ٢ كو ١٢: ٧ فلا توجد أداة التعريف) كما يذكر باسم (إبليس) ٣٤ مرة. (لفظ إبليس = الشيطان).

الوجه الثالث: رجومًا للشياطين أي: وجعلناها ظنونًا ورجومًا بالغيب لشياطين الإنس وهم المنجمون.

قال الزمخشري {السَّمَاءَ الدُّنْيَا} [*] أي: القربى؛ لأنها أقرب السموات إلى الناس، ومعناها: السماء الدنيا منكم، والمصابيح السرج؛ سميت بها الكواكب، والناس يزينون مساجدهم ودورهم بأثقاب المصابيح، فقيل: ولقد زينا سقف الدار التي اجتمعتم فيها {بِمَصَابِيحَ} أي: بأي مصابيح لا توازيها مصابيحكم إضاءة، وضممنا إلى ذلك منافع أخر: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا} لأعدائكم: {لِلشَّيَاطِينِ}. وعن محمد بن كعب: في السماء واللَّه ما لأحد من أهل الأرض في السماء نجم، ولكنهم يبتغون الكهانة ويتخذون النجوم علة. والرجوم: جمع رجم: وهو مصدر سمي به ما يرجم به، ومعنى كونها مراجم للشياطين: أن الشهب التي تنقض لرمي المسترقة منهم منفصلة من نار الكواكب، لا أنهم يرجمون بالكواكب أنفسها؛ لأنها قارَّةٌ في الفَلَك على حالها، وما ذاك إلا كقبس يؤخذ من نار، والنار ثابتة كاملة لا تنقص. وقيل: من الشياطين المرجومة من يقتله الشهاب، ومنهم من يخبله، وقيل: معناه


[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: غير ظاهرة بالمطبوع

<<  <  ج: ص:  >  >>