للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - شبهة: خروج الدابة.]

نص الشبهة:

كيف تخرج دابة تكلم الناس؟ وكيف تكون تلك الدابة بهذه الأوصاف؟

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن الإنجيل والتوراة محرفان.

الوجه الثاني: إثبات خروج الدابة من القرآن.

الوجه الثالث: إثبات خروج الدابة من السنة.

الوجه الرابع: ما ورد في صفة الدابة.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: التوراة والإنجيل محرفان. فكيف يحتج بهما! .]

[الوجه الثاني: أن الدابة ستخرج وتكون من علامات الساعة بنص القرآن]

قال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} أي: إذا وقع على الناس القول الذي حتمه الله وفرض وقته {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً} خارجة {مِنَ الْأَرْضِ} أو دابة من دواب الأرض ليست من السماء، وهذه الدابة {تُكَلِّمُهُمْ} أي: تكلم العباد أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون، أي: لأجل أن الناس ضعف علمهم ويقينهم بآيات الله، فإظهار الله هذه الدابة من آيات الله العجيبة ليبين للناس ما كانوا فيه يمترون، وهذه الدابة هي الدابة المشهورة التي تخرج في آخر الزمان وتكون من أشراط الساعة كما تكاثرت بذلك الأحاديث، ولم يأتِ دليل يدل على كيفيتها ولا من أي: نوع هي، وإنما دلت الآية الكريمة على أن الله يخرجها للناس، وأن هذا التكليم منها خارق للعوائد المألوفة، وأنه من الأدلة على صدق ما أخبر الله به في كتابه والله أعلم (١).

وقيل في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} أقوال كلها متقاربة، فمن ذلك: إذا وجب الغضب عليهم، وقيل: إذا لم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر وجب السخط عليهم، وقيل: {


(١) تفسير السعدي (٦١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>