للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النصارى يقدر على صنع معجزات المسيح، بما فيها إحياء الموتى وشفاء المرضى، لا بل يقدر على أعظم منها! !

أما التفسير التطبيقي فقد أُحرج مفسروه من هذا النص الذي أخجل تواضعهم، إذ لا يليق بالتلاميذ وبالمؤمنين صنع معجزات أكبر وأعظم من معجزات المسيح، فقالوا: "لم يقل الرب يسوع: إن تلاميذه سيصنعون معجزات أعظم روعة، فإقامة الموتى هي أقصى ما نستطيع" إن غاية ما يقدرون عليه هي إحياء الموتى.

ويقول المسيح - عَلَيْهِ السَّلَام - محذرًا من الأنبياء الكذبة: "فأجاب يسوعُ وَقَال لَهُمْ: "انْظُرُوا! لَا يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. ٥ فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ المُسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرينَ" ... لأنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ المُخْتَارِينَ أيضًا." (متى ٢٤/ ٤ - ٢٥).

وقد حذر المسيح - عَلَيْهِ السَّلَام - من خداع هؤلاء الكذبة للعوام بما يزعمونه من معجزات وإيمان بالمسيح وادعاء أنهم على دينه، وبيَّن المسيح كيفية معرفة هؤلاء الكذبة حين قال: "لَيْسَ كُلّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. ٢٢ كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَليْسَ بِاسْمِكَ تَتَبَّأَنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ ٢٣ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلي الإِثْمِ! ١١ (متى ٧/ ٢١ - ٢٤).

وأخيرًا، فإن إنسان الخطيئة يصنع الكثير من المعجزات والعجائب، من غير أن يعني ذلك صدقه أو نبوته، يقول عنه بولس: "٩ الَّذِي مجَيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآياتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ" (تسالونيكي (٢) ٢/ ٩)." (١)

[النبوة حسب الكتاب المقدس لا تقتضي العصمة من الكذب في البلاغ]

" ثم إن كون التلاميذ من الأنبياء لا يعني بالضرورة - حسب المعتقدات النصرانية -


(١) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (ص ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>