للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بابل. (١)

ومما يؤكد وصول هذه القصة إلى الفكر اليهودي ثم المسيحي أن التوراة ذكرت ما يدل على شهرة مثل هذه القصة ففي سفر حزقيال "فَجَاءَ بِي إِلَى مَدْخَلِ بَابِ بَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي مِنْ جِهَةِ الشِّمَالِ، وَإِذَا هُنَاكَ نِسْوَةٌ جَالِسَاتٌ يَبْكِينَ عَلَى تَمُّوزَ." (حزقيال ٨/ ١٤)، وتموز هو الإله البابلي الذي قتل لأجل خلاص البشر، ثم قام من بين الموتى. (٢)

[٢ - الصلب عند النصارى]

وهذه المسألة والاعتقاد بالفداء - عند النصارى - رأس الإيمان.

وقد جاء ذكر الصلب في إنجيل متى: الإصحاح ٢٧، وإنجيل مرقس الإصحاح ٥، وإنجيل لوقا الإصحاح ٢٣، وإنجيل يوحنا الإصحاح ١٩، فلا حاجة للنقل منها لشهرتها، ولكن نذكر آية واحدة مثالًا لما في الأناجيل عن الصلب.

ففي غلاطية (٣/ ١٣): "المسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: "مَلْعُون كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ"." (٣)

[(١) غرائب ترافق موت الآلهة.]

وتتشابه كثير من تفاصيل قصة الصلب مع تفاصيل واردة في قصص وثنية مشابهة.

فقد ذكر متى أحداثًا غريبة عدة، صاحبت موت المسيح حيث يقول: "وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ ... وَإِذَا حِجَابُ الهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ، مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا المدِينَةَ المُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ." (متى ٢٧/ ٤٥ - ٥٣).

وهذا نقله النصارى من الوثنيات القديمة:


(١) المسيحية، أحمد شلبي (١٨٢ - ١٨٣).
(٢) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (ص ٨٥).
(٣) العقائد الوثنية في الديانة النصرانية (٧٤ - ٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>