للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني: ما ورد أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أول من جمع القرآن.]

١ - عن الحسن، أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله؟ فقيل: كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة فقال: "إنا لله، وأمر بالقرآن فجمع، وكان أول من جمعه في المصحف" (١).

الرد على هذا الأثر من وجوه:

الوجه الأول: إسناد هذا الأثر منقطع؛ لأن الحسن لم يسمع من عمر بن الخطاب، فقد ولد لسنتين بقيتا من خلافته (٢).

الوجه الثاني: الظن أنَّها لا تعدو رواية البخاري التي أسلفناها، والتي تقرِّر أنَّ عمر هو فعلًا صاحب فكرة الجمع الأول، وأنه أشار بِها على أبي بكر، ولم يزل يراجعه حتى شرح الله صدره لها.

قال ابن حجر: وهذا منقطع، فإن كان محفوظًا حُمل على أن المراد بقوله: فكان أول من جمعه، أي: أشار بجمعه في خلافة أبي بكر، فنُسِب الجمع إليه لذلك (٣).

٢ - عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن، فقام في الناس فقال: "من كان تلقى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئًا حتى يشهد شهيدان. فقتل وهو يجمع ذلك إليه، فقام عثمان بن عفان فقال: من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به، وكان لا يقبل من ذلك شيئًا حتى يشهد عليه شهيدان، فجاء خزيمة بن ثابت، فقال: إني قد رأيتكم


(١) ضعيف. أخرجه ابن أبي داود في المصاحف (٣٢) من طريق يزيد - بن هارون - قال: أخبرنا مبارك، عن الحسن، أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله الأثر. الحسن لم يسمع عمر. جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي ١/ ١٦٢. قال ابن حجر: وهذا منقطع. الفتح ٨/ ٦٢٩. كذلك مبارك بن فضالة يدلس ويسوي ولم يصرح هنا بالسماع.
(٢) انظر التاريخ الكبير للبخاري ٢/ ٢٨٩، تهذيب الكمال ٦/ ٩٥ - ٩٧، وقال السيوطي إسناده منقطع. انظر الإتقان في علوم القرآن ١/ ١٦٦.
(٣) فتح الباري ٨/ ٦٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>