للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الثاني: الأدلة من القرآن على بطلان ألوهية المسيح سواء أكان هو الله، أو كان أحد الأقانيم الثلاثة.

الدليل الأول: القرآن ينفي ألوهية المسيح: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: ١٧].

قال السعدي رحمه الله: لما ذكر تعالى أخذ الميثاق على أهل الكتابين، وأنهم لم يقوموا به بل نقضوه، ذكر أقوالهم الشنيعة؛ فذكر قول النصارى -القول الذي ما قاله أحد غيرهم- بأن الله هو المسيح ابن مريم، ووجه شبهتهم أنه ولد من غير أب، فاعتقدوا فيه هذا الاعتقاد الباطل مع أن حواء نظيره، خُلِقَت بلا أم، وآدم أولى منه، خلق بلا أب ولا أم، فهلا ادعوا فيهما الإلهية كما ادعوها في المسيح؟ فدل على أن قولهم اتباع هوى من غير برهان ولا شبهة؛ فرد الله عليهم بأدلة عقلية واضحة فقال: {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ


= عن رسالة المسيح التي لم تكن إلا رسالة توحيدية أخلاقية بسيطة. ولم يبق إلا القليل جدًّا من المفكرين ودكاترة اللاهوت وأساتذة علم الأديان الغربيين ممن لا يزال يرى أن عقائد الكنيسة الرسمية تلك تمثل بالضبط نفس تعاليم المسيح وتعكس حقيقة رسالته.
وفي الختام أشير إلى أن كثيرًا من الفرق النصرانية الجديدة، التي انشقت عن الكنيسة في قرننا هذا والذي سبقه، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، تتفق على إنكار إلهية المسيح وانكار التثليث ورفض فكرة: الله. الإنسان، وتنظر لبنوَّة المسيح لله على معنى مجازي لا حرفي، ومن أشهر هذه الفرق الجديدة التي قالت بذلك:
١ - فرقة الموحدين أو التوحيديين The Unitarians
٢ - فرقة شهود يهْوَه Witnesses Jehovah
٣ - فرقة الروحيين The Spiritualist
٤ - فرقة العلم المسيحي The Chrisitan Science
مع العلم أن لكل واحدة من هذه الفرق عشرات الكنائس، وعشرات آلاف الأتباع من مختلف الطبقات، لا سيما الطبقات المثقفة العصرية، في الولايات المتحدة الأمريكية وكثير من بلدان العالم الأخرى. "نظر فريد اشع ذلك في "كتاب الأناجيل الأربعة ورسائل بولس تنفي ألوهية المسيح" بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>