فاعترضوا على ذلك بقولهم: هنا يأمر فرعون بقتل الصبيان واستحياء البنات الذين آمنوا مع موسى عندما جاءهم بالحق. وفي التوراة أن فرعون أمر بقتل الصبيان قبل ولادة موسى؟
والجواب على هذه الشبهة من وجهين:
الوجه الأول: كتابكم محرف فلا يجوز الاعتراض به علي القرآن.
الوجه الثاني: القرآن أثبت أن القتل كان مرتين، وبيان الحكمة من ذلك.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: أن كتابكم محرف فلا يجوز الاعتراض به على القرآن.]
ومن ذلك أن التاريخ يأتي في موضع ويأتي في نفس الموضع أو غيره ما يناقضه، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى أن عندهم في كتابهم أن فرعون كان يأمر بقتل الأولاد (الذكور) من بني إسرائيل لتضعف شوكة بني إسرائيل فلا يقاومونهم إذا غالبوهم أو قاتلوهم، أو أنهم ينضمون إلي أعداء فرعون إذا حدث حرب سفر الخروج (١/ ١١: ٩). وكل هذا عنهم كان قبل ولادة موسى - عليه السلام -.
وهذا كما قال ابن كثير: فيه نظر بل هو باطل (١). وذلك لأن هذا القتل إنما كان بعد بعثة موسى - عليه السلام -. وأيضًا فما الدافع من قتل الولدان إلا إذا كان خوفًا من ظهور موسى الغلام الذي يزول ملك فرعون علي يده، وهو موسى - عليه السلام -.
وكيف يخاف فرعون من بني إسرائيل وهو أيضًا قد سخرهم في أعماله وليست لهم شوكة.
الوجه الثاني: القرآن أثبت أن القتل كان مرتين وبيان الحكمة من ذلك.