للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن ابن عباس سأل عمر بن الخطاب عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره أنهما عائشة وحفصة، ثم ذكر قصة الإيلاء، كما في الحديث الطويل، فليس في هذا نفي لكون السبب هو ما قدّمنا من قصة العسل، وقصة السرية؛ لأنه إنما أخبره بالمتظاهرتين، وذكر فيه أن أزواج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يراجعنه، وتهجره إحداهنّ اليوم إلى الليل، وأن ذلك سبب الاعتزال لا سبب نزول: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} .. هذا ما تيسر من تلخيص سبب نزول الآية، ودفع الاختلاف في شأنه، فاشدد عليه يديك؛ لتنجو به من الخبط والخلط الذي وقع للمفسرين. (١)

وقال ابن حجر: فيحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معًا.

الوجه الثالث: هل هناك صلة بين هذه القصة وبين اعتزال النبي نساءه شهرًا وهل كان الاعتزال مرتبطا بسورة التحريم أو بسورة الأحزاب؟

وأما عن صلة هذا التظاهر باعتزال النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه شهرًا.

ففيه ما رواه الدارقطني عن عمر قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأم ولده مارية في بيت حفصة، فوجدته حفصة معها، فقالت له: تدخلها بيتي ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك، فقال: "لا تذكري هذا لعائشة فهي علي حرام إن قربتها"، قالت حفصة: وكيف تحرم عليك وهي جاريتك؟ ، فحلف طا لا يقربها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تذكريه لأحد"، فذكرته لعائشة فآلي لا يدخل على نسائه شهرًا فاعتزلهن تسعا وعشرين ليلة، فأنزل الله {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} الآية. (٢)


(١) فتح القدير (٥/ ٣٥١).
(٢) ضعيف جدًّا بهذا السياق. أخرجه الدارقطني كتاب الطلاق (١٢٢). ومن طريقه الواحدي في أسباب النزول (٨٨٧) من طريق الحسين بن إسماعيل، نا عبد الله بن شبيب، حدثني إسحاق بن محمد، نا عبد الله بن عمر، حدثني أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن علي بن الحسين، عن ابن عباس به وإسناده ضعيف فيه أكثر من علة.
١ - عبد الله بن شبيب أبو سعيد الربعي إخباري علامة لكنه واه قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث يروي عن أصحاب مالك وبالغ فضلك الرازي فقال: يحل ضرب عنقه، وقال الحافظ عبدان: قلت لعبد الرحمن بن خراش: هذه الأحاديث التي يحدث بها غلام خليل من أين له؟ قال: سرقه من عبد الله بن شبيب وسرقها بن شبيب من النضر بن سلمة شاذان ووضعها شاذان بن عدي، وقال ابن حبان يقلب الأخبار ويسرقها، ونقل بن القطان الفاسي أن ابن خزيمة تركه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>