للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى" (١).

[٢ - الشفاعة في دخول أهل الجنة الجنة بعد الفراغ من حسابهم]

من الأدلة على هذه الشفاعة حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أول شفيع في الجنة، لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن من الأنبياء نبيا ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد" (٢).

وحديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُوهَا فَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (٣).

فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أول الشفعاء لأهل الجنة في دخولها.

[٣ - الشفاعة في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب]

ومن الأدلة على هذه الشفاعة:

١ - حديث العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - أنه قال: يا رسول الله، هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: "هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ" (٤).

٢ - حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ، كعبيه، يغلي منه دماغه" (٥).


(١) رواه البخاري (٣٣٤٠).
(٢) رواه مسلم (١٩٦).
(٣) رواه مسلم (١٩٨).
(٤) رواه البخاري (٦٢٠٨).
(٥) رواه البخاري (٦٥٦٤)، ومسلم (٢١٠) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>