للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} (آل عمران: ١٣٥)، وكذلك الاستغاثة فيما لا يقدر عليه إلا الله، قال الله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ} (الأنفال: ٩)، فمن أشرك بين الله تعالى وبين مخلوق فيما يختص بالخالق تعالى من هذه العبادات أو غيرها فهو مشرك، وكل نوع من أنواع العبادة، من صرفه لغير الله، أو شرك بين الله تعالى وبين غيره فيه فهو مشرك، قال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} (النساء: ٣٦). وهذا الشرك في العبادة هو الذي كَفَّرَ الله به المشركين وأباح به دماءهم وأموالهم ونساءهم، وإلا فهم يعلمون أن الله هو الخالق الرازق المدبر ليس له شريك في ملكه، وإنما كانوا يشركون به في هذه العبادات ونحوها (١).

ثالثًا: توحيد الأسماء والصفات.

أهمية العلم بأسماء الله وصفاته: العلم بأسماء الله وصفاته منزلته في الدين عالية وأهميته عظيمة ولا يمكن لأحد أن يعبد الله على الوجه الأكمل حتى يكون على علمٍ بأسماء الله وصفاته ليعبده على بصيرة.

قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف: ١٨٠).

ونشرع الآن في بيان الثمرات والمنافع التي تعود على العباد من وراء علمهم بأسماء الله وصفاته.

أولًا: العلم بأسماء الله وصفاته هو الطريق إلى معرفة الله: فإذا شاء العبدُ أن يعرف ربه ويزداد به علمًا؛ فليس أمامه طريق إلا النصوص الواصفة له والمصرحة بأفعاله وأسمائه، لأن الله غيبٌ لا يرى في الحياة الدنيا.

ثانيًا: تزكية النفوس وإقامتها على منهج العبودية للواحد الأحد.

ثالثًا: العلم بأسماء الله وصفاته أشرف العلوم: فشرف العلم بشرف المعلوم، والباري أشرف المعلومات، فالعلم بأسمائه أشرف العلوم. (٢)


(١) تيسير العزيز الحميد (٢٦).
(٢) أسماء الله وصفاته (٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>