أنه في سفر زكريا:"فَقَال لِي الرَّبُّ: "ألقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ، الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ". (زكريا ١١/ ١٢ - ١٣).
ويجدر أن ننبه هنا أن القصة في سفر زكريا لا علاقة لها بيهوذا ولا المسيح، إذ الثمن الذي يطلبه زكريا ثمن كريم، أجرة كهانته، في حين أن الثمن الذي قبضه يهوذا ثمن خيانة ولؤم.
والحق أن الإحالة ليست إلى سفر زكريا ولا إرميا، بل هي بالحقيقة إحالة إلى سفر غير قانوني ينسب إلى النبي إرمياء، فقد نقل المحقق آدم كلارك في تفسيره للكتاب المقدس عن العلامة جيروم قوله: "إن اليهود من فرقة الناصريين أظهروا له هذه النبوءة في نسخة عبرية لسفر إرميا مشكوك فيها (أبو كريفا)؛ لكن من الراجح أنهم أدخلوا هذه النبوءة في سفر إرميا فقط لموافقة الاقتباس الموجود في متى".
رابعًا: أصحاب داود لم يأكلوا خبز التقدمة في عهد الكاهن أخيمالك
وأخطأ كاتب إنجيل مرقس مرتين وهو يتحدث عما فعله داود عندما جاع فأكل من خبز التقدمة الذي لا يجوز أكله إلا للكهنة فقال: "فَقَال لَهُمْ: "أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ احْتَاجَ وَجَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ الله فِي أَيَّامِ أَبِيَاثارَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَا يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلَّا لِلْكَهَنَةِ، وَأَعْطَى الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أيضًا". " (مرقس ٢/ ٢٥ - ٢٦).
وقوله: "الذين كانوا معه" خطأ ولا محالة، لأن داود كان حين ذهب إلى رئيس الكهنة كان وحيدًا فارًا من وجه شاول، كما في سفر صموئيل وفيه "فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى نُوبٍ إِلَى أَخِيمَالِكَ الْكَاهِنِ، فَاضْطَرَبَ أَخِيمَالِكُ عِنْدَ لِقَاءِ دَاوُدَ وَقَال لَهُ:"لمَاذَا أَنْتَ وَحْدَكَ وَلَيْسَ مَعَكَ أَحَدٌ؟ " .... " (صموئيل (١) ٢١/ ١ - ٤).
والخطأ الثاني الذي وقع فيه مرقس حينما سمى رئيس الكهنة أبياثار، وفي صموئيل أن رئيس الكهنة يومذاك هو أبوه، أخيمالك الذي قتله شاول، لأنه أعطى الخبز المقدس لداود. (انظر صموئيل (١) ٢٠/ ٢٢ - ٢٣).
وينبه محررو الكتاب المقدس إلى أن أبياثار هرب بعدها إلى داود مع صادوق رئيس الكهنة