جاء في القرآن:{أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ}، هل الحيوانات أمم أمثالنا؟ !
١ - القرآن لم يحدد أوجه الشبه بين الإنسان والحيوان، فإن كان يقصد الشبه في كل شيء فهذا مستحيل وغير ممكن؛ لأنه ظاهر للعيان أن الحيوان مختلف عن الإنسان، أما إذا كان المقصود هو بعض أوجه الشبه فَرَدُّنا سيكون بحسب هذه الأوجه:
أ- في العلاقات: نختلف تمامًا عن الحيوان في نوعية العلاقة، فالعديد من الحيوانات تعيش فوضى دون ضوابط معينة؛ فالابن يطأ أمه، والأب يطأ ابنته، وغير ذلك مما نعرفه جميعًا، وهذا دليل على انعدام الضابط الأخلاقي، وتحكم الغريزة في الحيوان، وهناك أيضًا علاقات سلطوية تضبطنا جميعا كالرئيس والمرؤوس، أما أكثرية الحيوانات إن لم نقل كلها فإنها تعيش دون نظامًا معينًا (الأقوى هو الذي يربح ويتسلط على الآخرين دائمًا).
ب- في العقل: فإننا لم نتأكد بعد أن الحيوان يستخدم عقله في تصرفاته بل ظاهريًا يبدو العكس؛ بحيث نرى أن الحيوان يسير بحسب غرائزه، والدليل الأقوى في هذا الباب هو أن الحيوان منذ تواجده على الأرض لم يحقق أي تقدم أو رقي، ونحن نعلم أن مَنْ يستخدم عقله لا بد وأن يتطور مع مرور الزمن وهذا ما حدث مع الإنسان الذي استطاع في وقت وجيز أن يحقق تقدمًا مدهشًا وهائلًا، وبالتالي نخلص إلى القول بأن الحيوان لا يشبه الإنسان أبدًا في عقله.
ج- في الغرائز الطبيعية: قد يبدو لأول وهلة أن الإنسان يشبه الحيوان في وظائف الأكل، والشرب، والشم، والسمع، والكلام (على نحو ما) والسير، . . . إلخ، لكن هذا أيضًا ليس مطلقًا بل ينحصر في أشياء قليلة، فمثلًا طريقة التوالد تختلف عن الإنسان عند الحيوانات التي تبيض، والحيونات العمياء التي تعتمد في طبيعتها على الإحساس وأخرى تطير وغيرها يقفز، إلى غير ذلك مما يعلمه العامة من الناس حتى إن كان الشبه موجودًا من هذه الناحية فإنه ليس بالإعجاز لأنه ظاهر بمجرد الملاحظة! !