للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - شبهة: حول قوله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}.

[نص الشبهة]

قيل: إذا كان في القرآن ما يخالف ما في التوراة والإنجيل من النسخ وغيره فكيف يقال: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} [آل عمران: ٣].

والرد على ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: الآية دليل على تحريف الكتاب المقدس.]

[الوجه الثاني: المعنى الصحيح للآية.]

الوجه الثالث: من الأدلة على تحريف الكتاب المقدس.

الوجه الرابع: القرآن جاء مهيمنًا على كل الكتب السابقة.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: الآية دليل على تحريف الكتاب المقدس.]

إن هذه الآية دليل على التحريف لا على عدم التحريف وبيان ذلك:

أن هذا المتكلم إن استدل بهذه الآية، فلا بد أن تكون أصول الكتابين متفقة حتى يكون القرآن مصدقًا للكتاب المقدس بعهديه، والواقع أن ما في القرآن مخالف في أغلبه وأكثره أصولًا وفروعًا لما في الكتاب المقدس.

إذا ثبت هذا: فإما أن يكون القرآن محرفًا وهذه الآية خطأ وهذا باطل، وقد قامت الأدلة على ضد ذلك. وإما أن يكون الكتاب المقدس قد حرف وغُير؛ لأن ما في القرآن يختلف معه وهو ما تدل عليه هذه الآية وهو المراد، والله أعلم.

[الوجه الثاني: المعنى الصحيح للآية.]

قول الله - عز وجل -: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} [آل عمران: ٣].

فالقرآن نزل مصدقًا لما تقدمه من الكتب وخاصة إذا كانت هذه الكتب مبشرة بالقرآن وبالرسول، ودالة على أن أحكامها تثبت إلى حين بعثه، وأنها تصير منسوخة عند نزول

<<  <  ج: ص:  >  >>