٢ - شبهة: حول قوله تعالى: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}.
[نص الشبهة]
ما كان جواب قومه؟ جواب قوم لوط في سورة الأعراف مختلف عن سورة العنكبوت ففي سورة الأعراف: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٨٢)} [الأعراف: ٨٢].
كان نبي الله لوط عليه السلام ثابتًا على الإرشاد مكررًا عليهم التغيير والنهي والوعيد، فقالوا أولًا: ائتنا، ثم لما كثر منه ذلك ولم يسكت عنهم قالوا: أخرجوا، ثم إن لوطًا لما يئس منهم طلب النصرة من الله وذكرهم بما لا يحب الله فقال:{رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} فإن الله لا يحب المفسدين: حتى ينجز النصر (١).
[زيادة وتوضيح]
لما أنكر لوط - عليه السلام - ما كانوا يفعلونه أجابوا بما حكى الله عنهم بقوله:
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} أي ما أجابوا بشيء إلا بهذا القول رجوعًا منهم إلى التكذيب واللجاج والعناد وقد تقدم في سورة النمل: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}.
(١) التفسير الكبير للرازي (٢٥/ ٥٨)، وانظر البحر المحيط لأبي حيان (٧/ ١٤٦).