للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السقوط؟ والأرض أن تميد؟ ومن دبر شئون الخلق في هذه اللحظات التي غاب فيها الإله؟ !

لماذا لم تذكر التوراة أمر لصوق الخطيئة ببني آدم وفيهم الأنبياء، وقد ذكرت ما هو أدنى من ذلك مع أن هذا الأمر من الأهمية بمكان؟ وكيف لا وهو قد حكم على جميع بني آدم حتى الأنبياء بتوارثهم خطيئة أبيهم آدم، حتى جاء عيسى - عليه السلام - ليخلصهم بذلك.

وأيضًا نقول: إن النص في سفر التكوين: (وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا). يدل على غفران الله لذنبهما، فالرب بنفسه صنع لهما هذه الأقمصة، فلو لم يغفر لهما لتركهما يصطادان ويعالجان الجلد ليصنعا لأنفسهما هذه الأقمصة إمعانًا في إجهادهما، وتنفيذًا لوعيده لهما أن يشقيا في الأرض.

وبذلك يتضح لنا بطلان عقيدة الصلب والفداء، يحاولون أن يستدلوا على عقيدة باطلة بأن المسيح مات على الصليب فداءً لخطايا البشر بأن ذبح، ويقولون: إن أي ذبح هو إشارة لدم المسيح؛ كقوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧)}، أو غير ذلك من الآيات التي يحاولون تفسيرها بما يليق بمعتقدهم الفاسد، فلا المسيحُ صُلب، ولا الذبيحُ كان، ولا الخلاص لهم تم على الصليب كما يزعمون (١).

* * *


(١) انظر شبهة: (الصلب والفداء وبطلانها).

<<  <  ج: ص:  >  >>