- فهل يفعل هذا رجل يجري وراء الشهوة. ويريد أن يتمتع بالنساء، ويكون هذا هو غرضه؟ . .، ثم انظر يرحمك اللَّه:
[من الزوجة الثانية؟]
إن الثانية في العقد هي عائشة وهي في السادسة من العمر؛ وفي الدخول هي سودة التي تزيد عليه في العمر، فأين الشهوة في هذه أو تلك؟ !
وهكذا كان الزواج الأول لمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم- من امرأة أرملة تزيد عليه في العمر كما مر يقضي معها ربع قرن كما مر في حياة زوجية كريمة، حتى إذا ماتت ظل يصرح لمن حوله بحبها وإكبارها، ثم يقسم أنها خير نسائه لأسباب هي:
الإيمان برسالته، ودعمه ماديًا ومعنويًا، ثم إنجابها الذرية له، وجميعها أسباب لا تمت إلى متعة الجسد وشهوته المشروعة من قريب أو بعيد، وحتى إذا كانت تلك المتعة والشهوة المشروعة دافعًا لزواج رسول اللَّه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- سواء بخديجة أو بغيرها فما ذلك بعيب طالما كان إنسان كاملًا يملك نفسه ولا تملكه أهواء النفس، ومن مثل محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- يملك نفسه كما قالت عائشة -رضي اللَّه عنها- فيما بعد، فهو أولًا وأخيرًا بشر كما قال القرآن بوضوح:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}(الكهف: ١١٠) لكنه بحق أفضل البشر، فهل يقال لمن أدى شبابه مع امرأة واحده تكبره في السن بخمسة عشر عامًا إنه عدد قبل ذلك للشهوة فأين كانت الشهوة أيام الشهوة عند الشباب.
وأعود فأقول مرة ثانية، من هي الزوجة الثانية، وكيف تم الزواج بها، وكم سنها آن ذلك.
الزوجة الثانية: سودة بنت زمعة -رضي اللَّه عنها-.
* كانت سودة -رضي اللَّه عنها- أرملة السكران بن عمرو الأنصاري.
* كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد وفاة خديجة وأبي طالب في عام واحد يناله أذى قريش، وقبل ذلك كان أبو طالب يمنعه في الخارج، وكانت خديجة تضمد جراحه في الداخل، أما الآن قد ماتا جميعًا، وكان الصحابة يودون أن لو تزوج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، حتى فاتحته خولة بنت حكيم السلمية، واقترحت عليه عائشة ثم سوده.