للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أرسل الملك المذكور رسلًا من مملكته كي يقتلوا كل مولود ذكر".

قال هيجين: "ويعتقد الهنود الوثنيون أنه لما ولد كرشنا أخذوه بالليل وهربوا به إلى بلاد بعيدة عن محل ولادته خوفا من الملك الجبار ... ".

وكذلك قيل عن "سلفاهانا" (وكان يعبده سكان أهالي كامورين بالهند)، وقيل أيضًا عن "بوذا"، و"هأوكي" (معبود الصينيين) و"حورس" (معبود المصريين)، و"تيروس "ملك الفرس" و"زورستر" (مؤسس ديانة المجوس) وغيرهم كثير.

[٢ - عند النصارى]

ويعتقد النصارى أن هيرودس أراد قتل المسيح ولكن الله نجاه منه، ففي إنجيل متى (٢/ ١٣): "وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلَاكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: "قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ"." (١)

[(٣) دماء الآلهة المسفوحة]

وليست مسألة المخلص فقط هي التي نقلها بولس عن الوثنيات، فقد تحدث أيضًا عن دم المسيح المسفوح فقال: "الَّذِي قَدَّمَهُ الله كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ" (رومية ٣/ ٢٥)، ويقول: "وَنَحْنُ مُتبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ" (رومية ٥/ ٩)، "أَليْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ المُسِيحِ؟ " (كورنثوس (١) ١٠/ ١٦).

ويقول: "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا" (أفسس ١/ ٧).

وفي موضع آخر يتحدث عن ذبح المسيح: "لأَنَّ فِصْحَنَا أيضًا المُسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا."، (كورنثوس (١) ٥/ ٧)، ومثل هذه النصوص تكثر في رسائل بولس وغيرها من الرسائل.

لكن النصارى يتغافلون عن مسألة هامة هي أن المسيح لم يذبح، فالأناجيل تتحدث عن موت المسيح صلبًا لا ذبحًا، الموت صلبًا لا يريق الدماء، ولم يرد في الأناجيل أن المسيح نزلت منه الدماء سوى ما قاله يوحنا، وجعله بعد وفاة المسيح حيث قال: "وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا


(١) المصدر السابق (١٣٩ - ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>