الوجه الثالث: السماوات السبع من الغيب، ولا يشترط أن تكون السماء كالسطح الأملس، فكل ما علا وارتفع يسمى سماء، ولذلك يقال لسقف البيت، والسحاب سماء.
الوجه الرابع: ليس المقصود بالشهب أنها كواكب السماء؛ بل هي شواظ من النار.
الوجه الخامس: هل لفظ النجوم لغة هو لفظ النجوم اصطلاحًا؟
الوجه السادس: بيان علماء التفسير لتوضيح الفرق بين النجوم والشهب في الآيات.
الوجه السابع: الإعجاز العلمي في الآيات.
الوجه الثامن: فهم ما في هذه الآيات من البلاغة يقتضي الفهم الصحيح لها، فلا يفهم القرآن من لم يفهم لغة القرآن، ومن أساليب العرب الاستطراد كما في الآية.
الوجه التاسع: الآية توضح اتصال أمر من السماء بأمر من الأرض.
الوجه العاشر: الملائكة في الكتاب المقدس تحرس الجنة معهم أدوات عقاب.
وإليك التفصيل،
[الوجه الأول: إن تلك الشبهة ليست حديثة، بل أثارها الزنادقة في العصر العباسي، ورد عليهم الجاحظ.]
وذلك يوضح جليًا أن معظم الشبهات التي تثار ضد الإسلام إليوم؛ إنما هي مجمعة من الشبهات التي رد عليها علماء المسلمين قديمًا، وإليك كلام الجاحظ:
قال الجاحظ (١): قالوا: زعمتم أنَّ اللَّه تعالى قال: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ}، وقال تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (١٧)}، وقال تعالى:{وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ}. ونحنُ لم نجدْ قطُّ كوكبًا خلا مكانهُ، فما ينبغي أنْ يكون واحدٌ من جميع هذا الخلق؛ من سكّان الصحارى، والبحار، ومن يَراعِي النُّجوم للاهتداء، أو يفَكِّر في خلق السموات أن يكون يرى كوكبًا واحدًا زائلًا، مع قوله: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا