للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب عن هذا: أنه حديث مرسل وإسناده ضعيف، وعليه فلا تعويل عليه وله طريق موصولة إسنادها ضعيف جدًّا، ومع هذا فلم أجد قول عائشة لأم حبيبة (يا ابنة العاهرة) بإسناد صحيح ولا ضعيف، فهي كلمة مكذوبة مفتراة لم أقف طا على أصل، وبهذا تُبرأ السيدة عائشة -رضي الله عنها- من هذه الفرية المنسوبة إليها في أمر السيدة أم حبيبة -رضي الله عنها-، وكذلك تبرأ السيدة أم حبيبة كذلك. والله أعلم.

[الوجه الثاني: ذكر بعض فضائل السيدة أم حبيبة -رضي الله عنها-.]

هي: أم حبيبة أم المؤمنين السيدة المحجبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي. وإليك بعض فضائلها:

١ - أسلمت رملة مع زوجها في دار الأرقم بن أبي الأرقم.

٢ - وحينما اشتد الأذى بالمسلمين في مكة هاجرت رملة بصحبة زوجها؛ فارة بدينها، متمسكة بعقيدتها، متحملة الغربة والوحشة، تاركة الترف والنعيم التي كانت فيها، بعيدة عن مركز الدعوة والنبوة، متحملة مشاق السفر والهجرة، فأرض الحبشة بعيدة عن مكة،


= أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب بنحوه؛ وفيه هذه الزيادة: وأمرت أم حبيبة ابنة أبي سفيان بكبش فشوي، وبعثت به إلى عائشة، فقالت: هكذا شوي أخوك. قال: فلم تأكل عائشة شواء حتى لحقت بالله. اهـ.
وهذا إسناد فيه أسامة بن أحمد أبو سلمة التجيبي؛ قال أبو سعيد بن يونس: يعرف وينكر لم يكن في الحديث بذاك. لسان الميزان (١٠٥٢). وفيه زيد بن أبي زيد ترجم له الخطيب البغدادي (٨/ ٤٤٧) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وللحديث رواية أخرى أخرجها الكندي في ولاة مصر، فقال: وحدثنا حسن المديني قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثني الليث، عن عبد الكريم بن الحارث به، ولكن هذا إسناد معضل، لأن عبد الكريم ثقة من السادسة، وهو من الذين عاصروا صغار التابعين التقريب (٤١٤٨)، وحسن المديني لم أجد له ترجمة.
وللأثر طريق ثالثة أخرجها الكندي كذلك في ولاة مصر (١/ ٨) فقال: حدثني موسى بن حسن بن موسى قال: حدثنا هارون بن أبي بردة قال: حدثني نصر بن مزاحم، عن أبي مخنف قال: حدثني عبد الملك بن نوفل، عن أبيه قال: (ما أكلت عائشة شواء بعد محمد حتى لحقت بالله)؛ وهذه هي الطريق المتصلة، ولكن ترجمتها تؤكد وضع هذا الحديث؛ لأن هذا الإسناد فيه نصر بن مزاحم رافضي جلد متروك الحديث؛ كما في لسان الميزان (٥٥١)، وشيخه لوط بن يحيى شيعي محترق هالك؛ اللسان (١٥٦٨، ١١١٦)، وعبد الملك بن نوفل مجهول الحال؛ وقال الحافظ: مقبول؛ التهذيب (٦/ ٣٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>