للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والطريق تتخلله العديد من الطرق الوعرة، والحرارة المرتفعة، وقلة المؤونة. كما أن رملة في ذلك الوقت، كانت في شهور حملها الأولى في حين نرى بأن سفر هذه الأيام سفر راحة ورفاهية، ووسائل النقل المتطورة ساعدت على قِصَر المسافة بين الدول، وبعد أشهر من بقاء رملة في الحبشة، انجبت مولودتها (حبيبة)؛ فكنيت (بأم حبيبة).

٣ - ومن مناقبها أنها ثبتت على الإسلام في دار الغربة وقد مات زوجها.

٤ - وهي من بنات عم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ليس في أزواجه من هي أقرب نسبًا إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقًا منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها.

٥ - عُقد له -صلى الله عليه وسلم- عليها بالحبشة، وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربع مئة دينار، وجهزها بأشياء.

٦ - وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة وقد كان لأم حبيبة حرمة وجلالة، ولاسيما في دولة أخيها، ولمكانه منها قيل له خال المؤمنين.

٧ - ولما جهز الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين لفتح مكة، وبالرغم من معرفة أم حبيبة لهذا السر، إلا أنها لم تخبر أباها، وحافظت على سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسر المسلمين، ففتح المسلمون مكة، ودخل العديد من المشركين في دين الله، وأسلم أبو سفيان، فتكاملت أفراح أم حبيبة وشكرت الله على هذا الفضل العظيم، وفي هذا الموقف إشارة إلى أنه يجب على المرأة المسلمة حفظ سر زوجها، وعدم البوح به حتى لأقرب الناس إليها، لذلك يجب على الزوجة الصالحة المحافظة على بيت الزوجية وعدم البوح بالأسرار.

٨ - وأما روايتها للحديث فقد روت أم حبيبة -رضي الله عنها- عدة أحاديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بلغ مجموعها خمسة وستين حديثًا، وقد اتفق لها البخاري ومسلم على حديثين. تُوفيت قبل معاوية بسنة.

وهكذا جمعت من المناقب أنها صحابية جليلة، ابنة صحابي زعيم، وأخت خليفة، وزوجة خاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم- (١).


(١) سير أعلام النبلاء (٢/ ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>