للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرى القس السابق سليمان مفسر -ويوافقه الدكتور شارل جنيبر- أن بولس هو أول من استعمل الكلمة، وكانت حسب لغة المسيح (عبد الله) وترجمتها اليونانية servant، فأبدلها بالكلمة اليونانية pais بمعنى طفل أو خادم تقربا إلى المتنصرين الجدد من الوثنيين (١).

[الوجه الثالث: هذه النصوص مقابلة بنصوص أخرى تصف المسيح بأنه ابن الإنسان]

ثم هذه النصوص التي تصف المسيح عليه السلام أنه ابن الله معارضة بثلاثة وثمانين نصًّا من النصوص التي أطلقت على المسيح لقب "ابن الإنسان"، فلئن كانت تلك التي أسمته ابن الله دالة على ألوهيته فإن هذه مؤكدة لبشريته، صارفة تلك الأخرى إلى المعنى المجازي، ومنها ما يلي:

١ - قول متى: "فَقَال لَهُ يَسُوعُ: "لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ" (متى ٨/ ٢٠)، وأيضًا قوله: "إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ" (مرقس ١٤/ ٢١).

٢ - وقد جاء في التوراة: "ليس الله إنسانًا فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم" (العدد ٢٣/ ٩). فالمسيح ليس الله.

٣ - وقال متى (٩/ ٨: ٢) "وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحًا عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَال لِلْمَفْلُوجِ: "ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ". وَإِذَا قَوْمٌ مِنَ الْكَتبَةِ قَدْ قَالوا فِي أَنْفُسِهِمْ: "هذَا يُجَدِّفُ! " فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ، فَقَال: "لمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِالشَّرِّ فِي قُلُوبِكُمْ؟ أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَال: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَال: قُمْ وَامْشِ؟ وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا". حِينَئِذٍ قَال لِلْمَفْلُوجِ: "قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ! " فَقَامَ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ. فَلَمّا رَأَى الجمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا الله الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَانًا مِثْلَ هذَا".

٤ - وفي متى أيضًا قول عيسى لحوارييه: (١٠/ ٢٣: ١٦) "هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ


(١) انظر: يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء، رؤوف شلبي صـ (٢٦٣ - ٢٦٤)، عيسى رسول الإسلام، سليمان مفسر، ص (٤٤ - ٤٧)، المسيحية، نشأتها وتطورها، ص (٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>