للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والملاط: الطين ويدل عليه أن في حديث العلاء بن زياد: ترابها الزعفران وطينها المسك، فلما كانت تربتها طيبة وماؤها طيبا فانضم أحدهما إلى الآخر حدث لهما طيب آخر فصار مسكًا.

المعنى الثاني: أن يكون زعفرانا باعتبار اللون، مسكا باعتبار الرائحة، وهذا من أحسن شيء يكون البهجة والإشراق لون الزعفران والرائحة رائحة المسك، وكذلك تشبيهها بالدرمك وهو الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لينها ونعومتها، وهذا معنى ما ذكره سفيان بن عيينة عن أبي نجيح عن مجاهد: "أرض الجنة من فضة، وترابها مسك" فاللون في البياض لون الفضة، والرائحة رائحة المسك. (١)

[غرف الجنة وقصورها وخيمها.]

قال تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (٢٠)} [الزمر: ٢٠]. وقال تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢)} [الصف: ١٢].

عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قَال: "إِنَّ فِي الجنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلًا، فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْلٌ مَا يَرَوْنَ الْآخَرِينَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمْ المؤْمِنُونَ. وَجَنتانِ مِنْ فِضةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنتانِ مِنْ كَذَا آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ". (٢)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَال: آتى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَال: يَا رَسُولَ الله! هَذه خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبها وَمنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَب. (٣)

معرفة منازلهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة وإن لم يروها قبل ذلك.


(١) حادي الأرواح صـ ١٣٢
(٢) البخاري (٤٨٧٩)، مسلم (٢٨٣٨).
(٣) البخاري (٣٨٢٠)، مسلم (٢٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>