إن الإسلام لم يترك الميراث لمشرع من البشر، كما لم يتركه لهوى المورِّث، فأنزل فيه قرآنًا محكمًا، على حين ليس في التوراة ولا الإنجيل نصوص في الميراث. فأي الفريقين خير مقامًا؟ ! .
إن من الغربيين من يوصي بتركته كلها للكلاب، من دون جميع أهله، وحدث في ألمانيا أن أوصى زوجان بكل ثروتهما لبائع صحف كان يصعد إليهما بالصحف، ففوجئ بوصيتهما بثروتهما كلها دون أحد من أهلهما! !
وهكذا يفعل هوى الإنسان في غير هدى من الدين (١)! !
[الوجه السادس: أقوال علماء الغرب في ميراث المرأة.]
لقد شهد علماء الغرب بما أعطاه الإسلام للمرأة من حقوق في الميراث، من هؤلاء لوبون الذي قال في كتابه: حضارة العرب، ما ترجمته: إن مبادئ المواريث التي نصَّ عليها القرآن الكريم على جانب عظيم من العدل والإنصاف، وقد ظهر لي من مقابلتي بينها وبين الحقوق الفرنسية والإنجليزية التي أعطتها للمرأة، أن الشريعة الإسلامية منحت الزوجات اللاتي يزعمن أن المسلمين لا يعاشرونهن بالمعروف حقوقًا في المواريث، لا نجد مثلها في قوانيننا ثم أضاف قائلًا: إن الدين الإسلامي هو الدين الأوحد الذي أعطى للمرأة حقًا في الميراث.
قال البروفيسور راماكرشناراو (K.S.rama krishna rao):
كان عند العرب. تقليد جامد بأن من يستطيع أن يطعن بالرمح، ويقارع بالسيف هو الذي ينفرد بحق الإرث.
ولكن الإسلام جاء مدافعًا عن الجنس الضعيف، وأهّل النساء ليشاركن في إرث الوالدين، ومنحهن حق التملك قبل قرون، في حين كانت بريطانية وهي تعتبر نفسها مهد الديمقراطية - تنبت هذا النظام الإسلامي في سنة ١٨٨١ م بعد اثنى عشر قرنًا من الزمن، وأقرت مرسومًا يسمى: مرسوم النساء المتزوجات The married womens act
(١) المرأة في الإسلام مكانها ومكانتها (١٢٠ - ١٢٨).