(١) الموسوعة الطبية الفقهية د/ أحمد محمد كنعان (٤٨٣)، ويعتبر اللبأ (وهو اللبن الذي يفرز بعد الولادة مباشرة ويستمر لبضعة أيام) مهمًا جدًا لحياة الطفل ومناعته ضد الأمراض. ولم أر أحدًا من القدماء تنبه إلى أهمية اللبأ سوى الشافعية حيث أوجبوا على الأم إرضاع المولود اللبأ، لأنه لا يعيش بدونه غالبًا، وغيره لا يغني، وهي نظرة عجيبة جدًا؛ حيث إن جميع الأطباء القدامى مثل ابن سينا، والرازي، وابن الجزار، والقيرواني، والبلدي. . . إلخ كلهم يصرّون على أن اللبأ غير مفيد للطفل، وأن على الوالدة أن لا ترضع طفلها بعد الولادة مباشرة؛ وإنما تبدأ ذلك في اليوم الثالث أو ما حوله. والغريب جدًا أن هذه النظرة الغريبة كانت منتشرة في الطبّ الحديث، وفي المستشفيات حيث يبعد الطفل المولود عن أمه لمدة ٢٤ ساعة أو ٤٨ ساعة قبل أن ترضعه. . . واستمر هذا الإجراء الخاطئ بل الشديد الخطأ إلى السبعينات من هذا القرن في أوروبا وإلى الثمانينات من القرن العشرين في معظم دول العالم الثالث. . . وربما في بعض المستشفيات إلى اليوم! ! ويمتاز اللبأ بكثافته وبغناه بالبروتينات، وبالذات الجلوبيولينات المناعية التي لها خاصية مدافعة الأمراض ومقاومتها، وأكثرها وجودًا الجلوبيولين المناعي من نوع (أ) الإفزازي؛ وهو بروتين مهم لمقاومة مختلف أنواع البكتريا، وبعض أنواع الفيروسات مثل فيروس شلل الأطفال، وفيروس الحصبة، وفيروس النكاف، وفيروس التهاب الدماغ الياباني. ومن ميزات اللبأ أنه يحتوي على فيتامين (أ) وتركيز الكلور والصوديوم، وله قدرة عجيبة على تليين أمعاء الطفل، وبالتالي إفراز مادة العقي التي لو بقيت في الأمعاء لأضرّت بالطفل وسببت انسدادًا في أمعائه، ويحتوي اللبأ أيضًا على العديد من الخلايا البيضاء واللمفاوية للأمراض، كما يحتوي على أكثر من مائة أنزيم، وعلى معادن مختلفة، وخاصة عنصر الزنك بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات، انظر (المصدر السابق). (٢) المغني ١٠/ ١٣٩، الحدود: لا يقام الحد على حامل حتى تضع. (٣) الأم ٥/ ٢٤٠، امرأة المفقود، الحاوي الكبير ١٤/ ٣٧٤.