للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: أن هؤلاء الرجال الذين لا تثيرهم العورات الظاهرة من الذين أصابهم مرض البرود الجنسي.

فهل الذين يدعون صدق تلك الشبهة يريدون من رجال أمتنا أن يكونوا ضمن إحدى هاتين الطائفتين من الرجال؟ ؟ ! (١)

الوجه الثاني: كيف واجه الإسلام المشاكل الجنسية عند الشباب؟ (٢)

هدف الإسلام الأساسي في علاج المشكلة الجنسية هو مبدأ سد الذرائع، ومبدأ الوقاية خير من العلاج، منعًا للإثارة المؤدية إلى الفساد، لقد حرَّم الإسلام التكشف وإظهار الزينة والاختلاط، كل ذلك حفاظًا على نظافة الأسرة المسلمة من أن ينحدر بعض أفرادها في بؤرة الفساد؛ وأقول: بعضها لا كلها؛ لأن مقاومة البعض ضعيفة أمام المغريات والمثيرات وإن الإسلام حين وضع هذه القاعدة كان حريصًا على أن لا تشذ حتى ولو أسرة واحدة؛ لكي يبقى المسلمون جميعهم مثالا في الاستقامة والنصاعة والسمو والشرف والنقاء؛ لأن وجود بؤر الفساد في المجتمع الإسلامي إنما هو نذير بانتشار الفساد وعمومه.

يقول سيد قطب: إن الميل الفطري بين الرجل والمرأة، ميل عميق في التكوين الحيوي؛ لأن اللَّه قد ناط به امتداد الحياة على هذه الأرض، وتحقيق الخلافة لهذا الإنسان فيها وهو ميل دائم يسكن فترة ثم يعود، وإثارته في كل حين تزيد عراقته وتدفع به إلى الإفضاء المادي للحصول على الراحة فالنظرة تثير والضحكة تثير، والحركة تثير والدعابة تثير والنبرة المعبرة عن هذا الميل تثير، والطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات بحيث يبقى هذا الميل في حدود طبيعته، هذا هو المنهج الذي اختاره الإِسلام مع تهذيب الطبع وشغل الطاقة البشرية بهموم أخرى في الحياة. غير تلبية دافع اللحم والدم، فلا تكون هذه التلبية هي المنفذ الوحيد! . (٣)


(١) ما المانع من الحجاب (١٣ - ١٧).
(٢) إلى غير المحجبات أولًا (٦٤ - ٦٦).
(٣) في ظلال القرآن ٥/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>