فأين مزاعم الزاعمين بأن الاختلاط يخفف من حدة الغرائز الجنسية، أين دعاوى المدعين بأن خروج المرأة من بيتها يهذب الشهوات الجنسية. .؟ !
وهذا معناه أن المتبرجة التي أبدت مفاتنها وأبرزتها لكل غاد ورائح معرضة للأذى من قبل ذئاب البشر؛ لأنها بذلك تثير الشهوات الكامنة، أما المتحجبة فإنها تخفي تلك المفاتن والزينة فلا يرى منها إلا الكف والوجه في قول، وفي قول آخر: لا يرى منها شيء سوى العين، فأي شهوة تثيرها تلك المتحجبة، وأي غريزة تحركها تلك المتغطية. واللَّه شرع الحجاب ليكون حماية للمرأة من الأذى؛ لأنه يعلم سبحانه وتعالى بأن التبرج دعوة إلى زيادة الجرائم الجنسية بما يحرك من الغرائز الساكنة.
وأمام الذين يصرون بعد ذلك على تلك الشبهة، ويعتقدون صوابها أربع حقائق وهي:
الحقيقة الأولى: أن الإحصائيات تكذبهم.
الحقيقة الثانية: أن الغريزة الجنسية موجودة في الرجال والنساء، وهي سر إلهي أودعه اللَّه في الرجل والمرأة لحكم كثيرة منها: استمرار النسل، ولنا أن نتخيل لو لم توجد هذه الغريزة، ثم يطلب من الرجال أن يتصرفوا طبيعيًا أمام مناظر التكشف والتعري دونما اعتبار لوجود تلك الغريزة.
الحقيقة الثالثة: أن الذي يثير الرجل هو رؤيته لمفاتن المرأة سواء وجهها أو باقي مواضع الإثارة فيها، ولا يمكن أن يصادم الفطرة التي خلقه اللَّه عليها فتخبو شهوته عند رؤية ما يثير.
الحقيقة الرابعة: إن الذي يدَّعي أنه يمكن معالجة الكبت الجنسي بإشاعة مناظر التبرج والتعري ليحدث التشبع، فإنه بذلك يصل إلى نتيجتين:
الأولى: أن هؤلاء الرجال الذين لا تثيرهم الشهوات والعورات البادية، من فئة المخصيين، فانقطعت شهوتهم فما عادوا يشعرون بشيء من ذلك الأمر.