الوجه التاسع: الأخطاء العلمية في الكتاب المقدس في مسألة خلق السموات والأرض.
الوجه العاشر: بعض الأخطاء الرياضية في الكتاب المقدس.
وإليك التفصيل،
الوجه الأول: هذه الشبهة قديمة وقد رد عليها ابن عباس -رضي اللَّه عنه-.
قال ابن كثير: فصل اللَّه ما يختص بالأرض مما اختص بالسماء، فذكر أنه خلق الأرض أولًا لأنها كالأساس؛ والأصل أن يُبْدَأَ بالأساس، ثم بعده بالسقف، كما قال:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}(البقرة: ٢٩)، فأما قوله: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (٢٧) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (٢٨) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (٢٩) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (٣٠) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (٣١) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (٣٢) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٣)} (النازعات: ٢٧ - ٣٣) ففي هذه الآية أن دَحْى الأرض كان بعد خلق السماء؛ فالدَّحْيُ هو مفسر بقوله: {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (٣١)}، وكان هذا بعد خلق السماء، فأما خلق الأرض فقبل خلق السماء بالنص، وبهذا أجاب ابن عباس فيما ذكره البخاري عند تفسير هذه الآية من صحيحه؛ فإنه قال:
وقال المنهال، عن سعيد بن جبير قال: قال رجل لابن عباس: إني أجد في القرآن أشياء تختلف عليَّ؛ قال: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (٢٧)} إلى قوله: {دَحَاهَا}(النازعات: ٢٧ - ٣٠)، فذكر خلق السماء قبل خلق الأرض ثم قال:{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إلى قوله: {طَائِعِينَ} فذكر في هذه خلق الأرض قبل خلق السماء؟ !
قال ابن عباس: خلق الأرض في يومين، ثم خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في