للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - شبهة: حول قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ}.

[نص الشبهة]

جاء في سورة (الأعراف) قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ}، ومعروف أن موسى كتب الشريعة على اللوحين كتب الوصايا العشر فقط وليس كل شيء.

والجواب من وجوه:

[الوجه الأول: هذه المعرفة المدعاة ليست بلازمة فقد ثبت تحريف كتابكم فلا حجة فيه على ما عندنا]

عن ابن عباس قال: أعطى الله موسى - عليه السلام - التوراة في سبعة ألواح من زبرجد فيها تبيان لكل شيء، وموعظة التوراة مكتوبة من يديه فتحطمت، وأقبل على هارون فأخذ برأسه، فرفع الله منها ستة أسباع وبقى سبعًا. (١)

الوجه الثاني: إنما سماها الله تعالى ألواحًا على مذهب العرب في إيقاع الجمع على التثنية (٢).

الوجه الثالث: جاءت الواح على صيغ الجمع؛ لأنهما كانا مكتوبين على كلا وجهيهما، كما يقتضيه الإصحاح الثاني والثلاثون من سفر الخروج فكانا بمنزلة أربعة ألواح (٣).

فَانْصَرَفَ مُوسَى وَنَزَلَ مِنَ الْجَبَلِ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يَدِهِ: لَوْحَانِ مَكْتُوبَانِ عَلَى جَانِبَيْهِمَا. مِنْ هُنَا وَمنْ هُنَا كَانَا مَكْتُوبَيْنِ. (سفر الخروج ٣٢/ ١٥).

الوجه الرابع: اعلم أنه ليس في لفظ الآية ما يدل على كيفية تلك الألواح وعلى كيفية تلك الكتابة، فإن ثبت ذلك التفصيل بدليل منفصل قوي، وجب القول به وإلا وجب السكوت عنه.

* * * *


(١) تفسير ابن أبي حاتم (٥/ ١٥٦٣).
(٢) زاد المسير لابن الجوزي (٣/ ٢٥٨)، وانظر: معاني القرآن للزجاج (٢/ ٣٧٥).
(٣) السابق (٩/ ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>