للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الغرب يكيل بمكيالين، فحين تُرتكب جريمة نفذها يهودي أو نصراني أو أي ديانةٍ أخرى لا يقال: نفذها يهودي أو نصراني، أما حين يكون المنفذ مسلمًا فوصف الإرهاب قرينًا له فيقال: "إرهابي مسلم".

لقد وضعوا الإسلام في قفص الاتهام، وحكموا عليه من غير شهود ولا بينة، وحقًا إن العين لتدمع وإن القلب لينفطر غيظًا وحزنًا حين يرى هذا الظلم العالمي والإرهاب العدواني على الإسلام (١).

أصبح مصطلح الإرهاب يحتل حيزًا كبيرًا في القاموس السياسي المعاصر، وأصبحت له هالة رهيبة، بل لقد أصبح هذا المصطلح نفسه من أخطر وسائل الإرهاب، فتهمة الإرهاب صارت تشكل مسوغًا لا نقاش فيه للانقضاض على الشعوب والحركات والأفراد، وحتى على بعض الحكومات بقصد إذلالها والتنكيل بها أو ربما تصفيتها والقضاء عليها، وفي أحيان كثيرة نجد أن مجرد التلويح بتهمة الإرهاب يشكل تهديدًا صريحًا للجهة المراد ضربها، ومقدمة للانقضاض عليها إلا أن ترضخ وتستسلم أمام هذا النوع من الإرهاب.

لذا أصبح من الضروري العمل على توضيح هذا الأمر والسعي إلى رفع ما يكتنفه من تلبيس وتضليل، وما يصاحبه من استغلال وتهويل فهذا واجب كل الشرفاء والنزهاء من الباحثين والمفكرين والعلماء (٢).

تعريف الإرهاب لغةً

تشتق كلمة "إرهاب" من الفعل المزيد (أرهب)، ويقال أرهب فلانًا: أي خوَّفه وفزَّعه، وهو نفس المعنى الذي يدل عليه الفعل المضعف (رَهّبَ). أما الفعل المجرد من


(١) انظر: أثر الانحراف الاعتقادي على الإرهاب العالمي د/ سعد الشهراني. اللجنة العلمية للمؤتمر العالمي عن موقف الإسلام من الإرهاب. ١٤٢٥ هـ.
(٢) انظر مجلة كلية أصول الدين والدعوة - جامعة الأزهر - فرع أسيوط - العدد ٢١ - الجزء الثاني (٩٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>