كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف في حجر عمها وهيب بن عبد مناف، فمشى إليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بابنه عبد الله بن عبد المطلب، فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب، وخطب إليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه، فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم، وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد؛ فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النسب وأخاه من الرضاعة.
استدل المعترض بهذه الرواية وبعدة روايات أخرى على عدم صحة نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبيه أو أمه. وسيأتي ذكر هذه الروايات في الجواب.
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: ذكر نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحيح المعتمد.
الوجه الثاني: جمع النصوص الصحيحة الثابتة الواردة في نسب النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الوجه الثالث: التحقيق في ترجمة الواقدي.
الوجه الرابع: تحقيق الروايات التي استدل بها المعترض.
الوجه الخامس: والحق ما شهدت به الأعداء.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: ذكر نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الكتب الصحيحة المعتمدة.]
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشرف الناس نسبًا، وأكملهم خَلْقًا وخُلُقًا، ولقد كان وما زال شرف النسب له المكانة في النفوس؛ لأن ذا النسب الرفيع لا تنكر عليه الصدارة، نبوة كانت أو ملكًا، وينكر ذلك على وضيع النسب، فيأنف الكثير من الانضواء تحت لوائه، ولما كان محمد - صلى الله عليه وسلم - يعد للنبوة هيأ الله تعالى له شرف النسب ليكون مساعدًا له على التفاف الناس حوله.
إن معدن النبي - صلى الله عليه وسلم - طيب ونفيس، فهو من نسل إسماعيل الذبيح، وإبراهيم خليل الله،