للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشبهة الثالثة: الله يمسك]

[نص الشبهة]

الله يمسك خبزة بيده كما يمسك الإنسان خبزته:

عن أبي سعيد الخدري، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلا لأهل الجنة" فأتى رجل من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: "بلى" قال: تكون الأرض خبزة واحدة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم؟ قال: إدامهم بالام ونون، قالوا: وما هذا؟ قال: ثور ونون، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفًا". (١)

والجواب على ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: هذا من تحريف الكلم عن مواضعه.]

فليس في الحديث أن الله يمسك خبزة؛ وإنما في الحديث أن الله يمسك بالأرض، والأرض تكون كخبزة في يد أحدنا.


= وإسناده ضعيف. فيه عبد الله بن المؤمل: ضعيف. قال الذهبي في المغني في الضعفاء (١/ ٣٥٩): ضعفه الدارقطني وجماعة. وقال في الميزان (٢/ ٥١٠): (وقال أحمد: أحاديثه مناكير) وضعفه البيهقي في الأسماء والصفات (٧٢٩).
٣ - حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يبعث الله الركن يوم القيامة له لسان ينطق به، وعينان يبصر بهما، وهو يمين الله تعالى التي يصافح بها عباده". أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١٤) من طريق عبد الله بن المؤمل، عن عطاء، عن ابن عباس به. وإسناده ضعيف. فيه عبد الله بن المؤمل: ضعيف.
٤ - أثر عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: "إن هذا الركن يمين الله في الأرض يصافح بها عباده مصافحة الرجل أخاه". أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٨٩٢٠)، والفاكهي في أخبار مكة (٢٠)، والأزرقي في أخبار مكة ١/ ٣٣٨، ومحمد بن أبي عمر في مسنده، كما في إتحاف المهرة للبوصيري (٣٣٥١)، من طريق محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عباس به. موقوفًا. وصححه البوصيرى كما في الإتحاف ٤/ ٧٥.
(١) البخاري (٦١٥٥)، ومسلم (٢٧٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>