للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكني أحب أن أبعث في أزواجك فارجعني قال: فرجعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. (١)

والجواب أن هذا الأثر ضعيف جدًّا.

ومن خلال ما نرى أنه لم يصح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلقها.

ثالثا: هل ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هَمَّ بطلاقها؛ ولذلك وهبت نوبتها لعائشة خوفًا من الطلاق؟ وهل في هذا ظلم لها لو كان؟

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: الصحيح أن ذلك لم يثبت، وبيان ذلك في نقد الروايات الآتية:

الرواية الأولى: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يفضل بعضنا على بعض في القسم مِنْ مكثه عندنا، وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعًا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، يومي لعائشة، فقبل ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها. قالت: نقول في ذلك أنزل الله عزَّ وجلَّ وفي أشباهها أراه قال: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا}. (٢)


(١) ضعيف جدًّا. أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٨/ ٥٣، ٥٤) من طريق محمد بن عمر، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن النعمان بن ثابت التيمي به.
(٢) شاذ. أخرجه أبو داود (٢١٣٥)، الطبراني في الكبير (٢٤/ ٣١) (٨١)، وفي الأوسط (٥٢٥٤)؛ ثم قال الطبراني في الأوسط بعد هذا الحديث: لم يروِ هذا الحديث عن عروة إلا عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو: صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد. وقال ابن معين وابن المديني: ضعيف، وقال أحمد: مضطرب الحديث، وقال علي بن المديني: ما حدث بالدينة فهو صحيح وما حدث ببغداد أفسده البغداديون. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق وفي حديثه ضعف، سمعت ابن المديني يقول: حديثه بالمدينة مقارب وما حدث به بالعراق فهو مضطرب، التقريب (٣٨٦١)، والتهذيب ٦/ ١٥٦ قلت: هو كما قال، لكن يقصد لم يروه بهذا السياق وعلى أنه سبب لنزول الآية، أما أصل الحديث فقد رواه عن عروة جماعة وقد خالفوه فلم يذكروا هذه الزيادة، ولم يذكروا أن الآية في هذه القصة وهؤلاء هم:
١ - زهير بن معاوية أخرجه البخاري (٤٩١٤)، ومسلم (١٤٦٣).
٢ - جرير بن عبد الحميد: ثقة.
٣ - عقبة بن خالد: صدوق، أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٧١٧)، والطبراني في الكبير (٣٢/ ٢٤) (٨٤).
٤ - عبد الله بن نمير: ثقة صاحب حديث أخرجه ابن أبي شيبة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>