للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦ - التوراة إبان حكم الملوك]

أمام خطر الفلسطينيين اجتمع شيوخ بني إسرائيل وطلبوا من القاضي صموئيل أن يجعل لهم ملكًا يحارب، فاختار لهم شاؤل بن قيس من سبط بنيامين -وهو الذي أتت تسميته في القرآن طالوت- فقادهم بشجاعة في الحروب (صموئيل ٨، ٩، ١٥).

وبعد موت شاؤل استقر الأمر لداود عليه السلام فحارب الفلسطينيين وفتح أهم مدنهم أورشاليم أي القدس، ثم اتخذها عاصمة له.

كان التابوت في قرية يعاريم على أكمة منها (صموئيل الأول ٧/ ١) ولما فتح داود القدس نقله إليها في احتفال بهيج، حيث أقام له خيمة هناك وعين اللاويين لخدمته. (صموئيل الثاني ٦).

وورث سليمان داود فبنى الهيكل، وبنى بداخله المحراب -أي قدس الأقداس- وهيئ مكانا في وسط البيت ليضع فيه التابوت. (صموئيل الثاني ٢٩/ ٢٣ - ٢٥)، وسفر الملوك الأول (٢/ ١٢، ٦/ ١٤ - ٣٥، ٧).

وجمع سليمان شيوخ إسرائيل في العيد لوضع التابوت في المحراب. وفتح التابوت بعد وضعه في مكانه وكانت المفاجأة: ليس في التابوت إلا لوحا الحجر. (الملوك الأول ٨/ ١ - ١١) وهكذا فقدت التوراة في ظروف غامضة، ولا يعلم جزما متى ضاعت: هل مزقها الفلسطينيون ثم أعادوا التابوت فارغا؟ أم أنها فقدت خلال الفترة الطويلة من حكم القضاة حين انحرف الشعب عن أوامر الله وظهر في بني إسرائيل الكفر والارتداد وعبادة الأصنام وقتل الأنبياء. (١)

[٧ - التوراة إبان الانقسام]

تحسنت أحوال اليهود إبان حكم داود وفي صدر حكم ابنه سليمان -كما تقول أسفارهم ثم ارتد سليمان- على حد زعمهم- في آخر عمره بترغيب من أزواجه وعبد الأصنام وبنى لها المعابد.

وإن المتأمل في هذا ليتساءل: إذا كان سليمان مرتدا فما غرضه بالتوراة إن كانت باقية؟ !


(١) الكتب المقدسة في ميزان التوثيق (٦٦ - ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>