للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطاب أن النزول من أعلى إلى أسفل. (١)

قال الآجري: الإيمان والتصديق بأن الله -عَزَّ وَجَلَّ- ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة.

قال محمد بن الحسين رحمه الله: الإيمان بهذا واجب، ولا يسع المسلم العاقل أن يقول: كيف ينزل؟ ولا يردد هذا إلا المعتزلة.

وأما أهل الحق فيقولون: الإيمان به واجب بلا كيف؛ لأن الأخبار قد صحت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنَّ الله -عَزَّ وَجَلَّ-، ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة، والذين نقلوا إلينا هذه الأخبار هم الذين نقلوا إلينا الأحكام من الحلال والحرام، وعلم الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد وكما قبل العلماء منهم ذلك، كذلك قبلوا منهم هذه السنن، وقالوا: من ردها فهو ضال خبيث، يحذرونه ويحذرون منه. (٢)

قال الذهبي: وأحاديث نزول الباري تعالى متواترة قد سُقت طرقها، وتكلمت عليها بما أُسال عنه يوم القيامة فلا قوة إلا بالله العلي العظيم. (٣)

[الوجه الخامس: إذا كان من العيب أن يوصف الرب بالنزول، فهل هذا دلالة على خطأ كتابهم المقدس في ذكر النزول؟]

فقد جاء في (الخروج ٣٤: ٥): فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي السَّحَابِ، فَوَقَفَ عِنْدَهُ هُنَاكَ وَنَادَى بِاسْمِ الرَّبِّ.

وجاء أيضًا: فَنزلَ الرَّبُّ فِي سَحَابَةٍ وَتَكَلَّمَ مَعَهُ، وَأَخَذَ مِنَ الرُّوحِ الَّذِي عَلَيْهِ وَجَعَلَ عَلَى السَّبْعِينَ رَجُلًا الشُّيُوخَ. فَلَمَّا حَلَّتْ عَلَيْهِمِ الرُّوحُ تَنَبَّأُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَزِيدُوا. (العدد ١١: ٢٥).

فهل ينكرون هم ذلك؟ وهل لو أثبتوها أثبتوا المماثلة لله والمشابهة بخلقه؟ أم أنهم لا يدرون ولا يدرون أنهم لا يدرون! ! !


(١) التوحيد لابن خزيمة ١/ ٢٩٠ - ٢٩٨.
(٢) الشريعة للآجري ص ٢٩٤.
(٣) العلو للعلي الغفار ١/ ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>