للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني أن شريعة موسى هي التي كان على أصحاب المسيح وتابعيه إتباعها والعمل بها، ولكن هذا لم يحدث، وبدا التغيير مبكرًا بسبب هذه المجامع.

[المجامع حيلة لفرض عقائد وشرائع جديدة]

حينما أراد المسيحيون الجدد بعد المسيح - عليه السلام - وعلى رأسهم بولس - أن يغيروا نظام الديانة ويلغوا التعامل بشريعة اليهود، أقاموا مجمع أورشليم المشار إليه سابقا؛ ليحكم لهم بما أرادوا وليعطوا حكمه صفة القداسة ولتأخذ المجامع الصفة التشريعية بدلا من التوراة، ولتشرع لهم ما أرادوا وما رأوه ملائمًا لهم ولأهوائهم، وهذا يعني أن المجامع أنشئت لتشرع وتبدل وتنظم ما تراه. (١)

[مهمة مجمع أورشليم]

وكانت مهمة هذا المجمع الأوّل هو مناقشة قضية من قضايا التشريع - وهي قبول غير اليهود في الديانة النصرانية، وهل عليهم أن يلتزموا بشريعة اليهود؟

[مهمة المجامع الأخرى]

أما المجامع الأخرى التي ابتدعها قسطنطين وأعطاها الصفة المقدسة فقد كانت مناقشاتها تدور حول صيغة الإيمان وحقيقته، والقانون الإيماني الذي يجب على المسيحي اتباعه واعتقاده، هذا إلى جانب تقريرها للنظم الكنسية التي انتهجها القوم.

ثانيًا: أنواعها:

المجامع عند النصارى قسمان:

١ - مجامع عامة (مسكونية) (٢).

وهي التي يجتمع فيها رجال الكنائس المسيحية في كل أقطار العالم.

٢ - مجامع مكانية:

وهي - كما يعرفها المسيحيون - التي كانت ولا تزال الكنائس تعقدها في دوائرها الخاصة من أساقفتها وقسوسها إما لإقرار أو لرفض عقائد عامة، أو للنظر في بعض


(١) تأثر المسيحية بالأديان الوضعية، أحمد على عجيبة (٢٦١ - ٢٦٢).
(٢) تقول ايريس حبيب المصري: إن مسكوني نسبة إلى مسكونة أي العالم (قصة الكنيسة القبطية ١/ ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>