للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكتب الكتاب العربي، يكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله - عز وجل - أن يكتب، وكان شيخا كبيرًا قد عمي .. ثم لم ينشب ورقة أن توفي.

قال زيْنُ الدِّينِ الْعِرَاقِي: قَوْلُهَا (أَيْ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَإِسْكَانِ الْيَاءِ حَرْفُ نِدَاءٍ لِلْبَعِيدِ مَسَافَةً أَوْ حُكْمًا، فَنَادَتْهُ خديجة نِدَاءَ الْبَعِيدِ مَعَ قُرْبِهِ؛ لِأَنَّهُ فِي حُكْمِ الْبَعِيدِ لِضَرُورَةٍ فَإِنَّهُ كَانَ أَعْمَى كَمَا فِي الْحَدِيث (١).

فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرءًا تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك. (٢)

فلم تقل له اقرأ علينا من كتابك المقدس عن خبر النبي الخاتم الذي كنت تحدثنا به كثيرًا، وذلك لعلمها بأنه أعمى في ذلك الوقت.

الوجه الرابع: العهد القديم لم يكن مترجمًا إلى اللغة العربية قبل الإسلام.

وقد نص على ذلك المستشرقون أنفسهم، فهذا (جوتين) يقول عن صحائف اليهود: (إن تلك الصحائف مكتوبة بلغة أجنبية) (٣).

وقد أشارت الموسوعة البريطانية إلى عدم وجود ترجمة عربية لأسفار اليهود قبل الإسلام وأن أول ترجمة كانت في أوائل العصر العباسي، وكانت بأحرف عبرية (٥٥٨).

كيف إذن أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - منها؟ لا بد على المستشرقين أن يفتروا كذبة جديدة، وهي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - درس لغة التوراة فكان يترجمها للقرآن؟ .

الوجه الخامس: كان ورقة يفسر بعض نصوص الإنجيل؛ لا أنه يترجمها للعربية لتكون قرآنًا.

قال السمرقندي: وكان ورقة يقرأ الإنجيل ويفسره (٤).


(١) طرح التثريب ٥/ ٢١٢.
(٢) البخاري (٣)، ومسلم (٢٥٢) (١٦٠).
(٣) الوحي القرآني في المنظور الاستشراقي ونقده، لمحمود ماضي، (ص: ١٤٧).
(٤) بحر العلوم ٤/ ٤٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>