كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

تفنيد الشبهة والجواب عنها من وجوه - الوجه الخامس: موقف الإسلام من أهل الذمة داخل الدولة الإسلامية. - ج: 3 - ص: 433

[الوجه الخامس: موقف الإسلام من أهل الذمة داخل الدولة الإسلامية.]

جرى العرف الإسلامي على تسمية المواطنين من غير المسلمين في المجتمع الإسلامي باسم أهل الذمة، أو الذميين (١).

والذمة كلمة معناها العهد والضمان والأمان، وإنما سموا بذلك؛ لأن لهم عهد الله وعهد رسوله وعهد جماعة المسلمين أن يعيشوا في حماية الإسلام وفي كنف المجتمع الإسلامي آمنين مطمئنين، فهم في أمان المسلمين وضمانهم بناء على عقد الذمة، فهذه الذمة تعطي أهلها من غير المسلمين ما يشبه في عصرنا الجنسية السياسية التي تعطيها الدولة لرعاياها، فيكتسبون بذلك حقوق المواطنين ويلتزمون بواجباتهم.

فالذمي على هذا الأساس من أهل دار الإسلام، كما يعبر الفقهاء (٢) أو من حاملي الجنسية الإسلامية كما يعبر المعاصرون (٣).

وعقد الذمة عقد مؤبد يتضمن إقرار غير المسلمين على دينهم، وتمتعهم بحماية الجماعة الإسلامية ورعايتها بشرط بذلهم الجزية، والتزامهم أحكام القانون الإسلامي في غير الشئون الدينية، وبهذا يصيرون من أهل دار الإسلام، فهذا العقد ينشئ حقوقًا متبادلة لكل من الطرفين المسلمين وأهل ذمتهم بإزاء ما عليه من واجبات.

حقوق أهل الذمة: القاعدة الأولى في معاملة أهل الذمة في دار الإسلام أن لهم من الحقوق مثل ما للمسلمين إلا في أمور محددة مستثناة، كما أن عليهم ما على المسلمين من واجبات إلا ما استثنى.

---

(١) استفدنا هذا الوجه من كتاب غير المسلمين في المجتمع الإسلامي للدكتور القرضاوي باختصار وتصرف يسير.
(٢) انظر: شرح السير الكبير للسرخسي ١/ ١٤٠، البدائع للكاساني ٥/ ٢٨١، المغني لابن قدامة ٥/ ٥١٦.
(٣) انظر: التشريع الجنائي في الإسلام لعبد القادر عودة ١/ ٣٠٧، أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام للدكتور عبد الكريم زيدان صـ ٦٣ - ٦٦.