العرب في لغتهم العربية من حيث ذوات المفردات، والجمل، وقوانينها العامة، بل جاء كتابًا عربيًا جاريًا على مألوف العرب من هذه الناحية. (١)
[الوجه الثاني: الإعجاز في حروف القرآن الكريم]
[١ - طبيعة تنوع الحروف في القرآن]
قال الباقلاني: إن الحروف التي بُنيَ عليها كلام العرب تسعةٌ وعشرون حرفًا، وعدد السور التي افتتح فيها بذكر الحروف ثمان وعشرون سورةً. وجملة ما ذكر من هذه الحروف في أوائل السور من حروف المعجم نصف الجملة، وهو أربعة عشر حرفًا؛ ليدل بالمذكور على غيره، وليعرفوا أن هذا الكلام منتظمٌ من الحروف التي ينظمون بها كلامهم، والذي تنقسم إليه هذه الحروف، على ما قسمه أهل العربية وبنوا عليها وجوهها أقسامٌ نحن ذاكروها، فمن ذلك: أنهم قسموها إلى حروف مهموسة، وأخرى مجهورة.
فالمهموسة منها عشرة: وهى: الحاء، والهاء، والخاء، والكاف، والشين، والثاء، والفاء، والتاء، والصاد، والسين. وما سوى ذلك من الحروف فهي مجهورة.
وقد عرفنا أن نصف الحروف المهموسة مذكورة في جملة الحروف المذكورة في أوائل السور.
وكذلك نصف الحروف المجهورة على السواء، لا زيادة ولا نقصان.
(والمجهور) معناه: أنه حرف أشبع الاعتماد في موضعه، ومنع أن يُجرى معه النفس حتى ينقضي الاعتماد، ويُجرى الصوت.
(والمهموس) كل حرف أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى معه النفس.
وذلك مما يحتاج إلى معرفته لتبنى عليه أصول العربية.
وكذلك مما يقسمون إليه الحروف، يقولون: إنها على ضربين: أحدهما حروف الحلق، وهى ستة أحرف: العين، والحاء، والهمزة، والهاء، والخاء، والغين.
والنصف الآخر من هذه الحروف: مذكور في جملة الحروف التي تشتمل عليها الحروف المثبتة في أوائل السور، وكذلك النصف من الحروف التي ليست بحروف الحلق.