للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كتابه (١) ولكن يبدو أن القساوسة نسوا أو تناسوا أن ترتليان رائد الكُتَّاب اللاتين كان يؤمن بأن رسالة برنابا هي سفر إلهي وأنها من أسفار الكتاب المقدس ونسي القساوسة البروتستانت أن ترتليان كان يؤمن بقانونية سفر باروخ الذي يعتقدون هم أنه سفر مزيف.

ثامنًا: هيبوليتس (حوالي ٢٣٥)

يقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير (كان هيبوليتوس كاهنًا بروما وقد اقتبس واستشهد بأسفار العهد الجديد أكثر من ١٣٠٠ مرة وأشار إلى قراءتها في الاجتماعات العبادية العامة كما أشار إلى قداستها ووحيها وكونها كلمة الله. (٢)

والذي جهله القس أو تجاهله هو أن هيبوليتوس لم يكن يعترف بالرسالة إلى العبرانيين ولم يكن يعترف برسالة يعقوب ولا برسالة بطرس الثانية ولا رسالة يوحنا الثالثة ولا رسالة يهوذا وهذا الكلام يشهد به رهبان الكنيسة الأرثوذكسية نفسها التي ينتمي إليها القس فيقول رهبان دير الأنبا مقار (كان معاصرًا لأوريجانوس في روما رجل اسمه هيبوليتس تلميذ إيرينيئوس، الذي قبل مثل معلمه اثنين وعشرين سفرًا فقط للعهد الجديد، إذ لم يعترف بالرسالة إلى العبرانيين لأن كاتبها غير معروف، ولم يقبل سوى ثلاث رسائل جامعة وهي: بطرس الأولى ويوحنا الأولى والثانية. إلا أنه أقر باستخدامه لكتابات مسيحيه أخرى كان يعتبرها البعض الآخر قانونية، منها الرسالة إلى العبرانيين ورسائل بطرس الثانية ويعقوب ويهوذا وكتاب الراعي لهرماس (٣).

بل أكثر من ذلك فإن هيبوليتس كان يقتبس ويستشهد بسفر "أعمال بولس" الذي تعتبره الكنيسة الآن سفر مزيف فتقول دائرة المعارف الكتابية (أما في الغرب حيث كان ينظر بعين الريبة لأوريجانوس، فيبدو أنهم رفضوا أعمال بولس. ولا يرد لها ذكر إلا في كتابات هيبوليتس صديق أوريجانوس وهو لا يذكرها بالاسم ولكنه يستشهد بصراع بولس مع الوحش كدليل على صدق قصة دانيال في جب الأسود).


(١) شبهات وهمية ٢٧.
(٢) الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه- ص ١٤٣.
(٣) الكتاب المقدس النصوص الأصلية- كيف وصلت إلينا- دار مجلة مرقس- ص ٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>