٣ - ولئن قيل في المسيح أنه ابن الله العلي، فكذلك سائر بني إسرائيل "وبنو العلي كلكم"(المزمور ٨٢/ ٦).
الوجه السادس: الابن النازل من السماء: وتعلق مؤلهوا المسيح بما ذكرته الأناجيل عن المسيح الذي أتى من فوق أو من السماء، و"الَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجمِيعِ"(يوحنا ٣/ ٣١)، وهم يرون صورة ألوهيته مشرقة في قوله:"أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هذَا الْعَالمِ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هذَا الْعَالمِ." (يوحنا ٨/ ١٢٣، فدل ذلك -وفق رأي النصارى- على أنه كائن إلهي فريد، وهو ابن لا كسائر الأبناء.
والجواب على هذا من وجوه:
١ - أن المقصود من المجيء السماوي، هو إتيان المواهب والشريعة لا إتيان الذات، وهو أمر يستوي به مع سائر الأنبياء، ومنهم يوحنا المعمدان فقد سأل المسيح اليهود:"مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاسِ؟ " فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: "إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاءِ، يَقُولُ لَنَا: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ ٢٦ وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاسِ، نَخَافُ مِنَ الشَّعْبِ. (متى ٢١/ ٢٥ - ٢٦).
٢ - ومن قرأ النص كاملًا؛ تبين له ذلك، حيث جاء النص هكذا: "ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أيضًا قَائِلًا: "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلَا يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الحيَاةِ". ١٣ فَقَال لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ:"أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ. شَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقًّا". ١٤ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَال لهمْ: "وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَق، لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. وَأَمَّا أنتُمْ فَلَا تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي وَلَا إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. ١٥ أَنْتُمْ حَسَبَ الجسَدِ تَدِينُونَ، أَمَّا أَنَا